2016-02-02 | 02:39 مقالات

الفقر النصراوي الهلالي

مشاركة الخبر      


لا شيء لافت في عبور النصر والهلال إلى دور الثمانية في مسابقة كأس الملك، فالأول حقق فوزاً باهتاً على الشعلة بهدفين لهدف، ومثله الثاني بفوزه على النجوم بهدفين وكلا الخارجين من المسابقة من أندية الصف الأخير في الدرجة الأولى مما يؤشر إلى فقر فني يحيط بالأول ويخيم على الثاني.
فقد ظهر الفريقان أول أمس في الخرج والهفوف بمستوى مخيب لتطلعات جماهيرهما وهما يلعبان ضد فرق دونهما فنياً بكثير.. صحيح أن مسابقة خروج المغلوب الأهم فيها الفوز لكن هذا لا يمنع من القول إن النصر يتربع في منطقة الفقر الفني منذ بدء الموسم، والهلال بمستوياته الأخيرة دخل منطقة الفقر الفني كما بدا من كسل تحركات لاعبيه.
النصر قدم أداء يجوز وصفه بـ (العك) الكروي الخالي من الرائحة والطعم وهو استمرار لموجة من الأداء الفني الهابط لأزمته منذ بدء الموسم وأفقدته قدرته على الدفاع عن لقبه كبطل للدوري في الموسمين الماضيين.
ومن هنا يجوز القول إن الفقر النصراوي الهلالي لم يعد مالياً يُسند بالقروض البنكية بل وفنياً وفي ذلك مؤشر لا يدعو للاطمئنان خاصة في الجانب النصراوي الذي يواجه غضباً وضغطاً جماهيرياً في انتظار يقظة الفريق.
حالة النصر تُولد تساؤلات عما إذا كان قادرا على تحسين وضعه والمضي قدماً لاغتنام فرصته الذهبية في مسابقة الكأس وانهاء الموسم بالذهب ..أم أن حالة فوضى ما قبل المدرب كارينيو (صانع الإنجازات وعراب البطولات) عادت للفريق؟
والملاحظ كما لو أنه بلا ثوب فني فلا انضباط في خطوطه وخاصة الدفاع السهل الاختراق، والوضع لا يتوقف على الضبط الفني المسؤول عنه المدرب الإيطالي (المبتدئ) كانافارو والذي لم يُظهر ما يؤشر على قدرته في قيادة فريق بطل، فهناك الحالة النفسية للاعبين فلا حماس يعوض فقر المدرب فنياً غير ما يلاحظ من ركض أصلع في الملعب بلا بوصلة فنية.
وفي الجانب الهلالي المتصدر للدوري تنبعث علامات استفهام كبيرة عما إذا كان الفريق بهذا البرود الفني في الأداء سيحافظ على صدارته والمضي نحو هدفه بتحقيق الألقاب وهو الذي يفتقد إلى إسناد احتياطي في خط هجومه.
خاصة بعد أن أثبتت الفرص المتتالية أن الدهر أكل العمر الكروي لمفاصل ياسر القحطاني وناصر الشمراني، الأول جعجعة في الإعلام وسلبية في الميدان، والثاني بلغ به الانتفاخ إلى أن يكون لاعباً أساسياً وهو أضعف بمستواه أن يفرض نفسه فنياً على المدرب اليوناني دونيس.
يبقى القول إنه في ظل تراخي مفاصل كبار الصدارة هذا الموسم قد يفعل ما دونهم فنياً واقعاً جديداً في النصف الثاني من الدوري الذي ربما يشهد حالة نزيف نقطي تقرب المسافات بين المتصدرين الهلال والأهلي، وتعيد رسم خريطة المسابقة خلال الإحدى عشرة جولة المقبلة.
والراقي ليس خارج منظومة البرود الفني وليس أحسن حالاً فنية من منافسه الهلال، وقد استهل الدور الثاني من الدوري نازفاً نقطتين أعادته للمركز الثاني.