عودة بالنصر والهلال
وسط أحداث ومفاجآت دور الـ 32 لمسابقة كأس الملك التي سخنت أجواء الجولة وكانت حديث الوسط الرياضي ليس لأنها حدث غير عادي، فالمفاجآت في كرة القدم واردة خاصة في لقاءات خروج المغلوب لكن ليس بهذه الحزمة الكبيرة من المفاجآت غير المنتظرة.
وتتابع المفاجآت هو الحدث اللافت، فهي ليست واحدة ولا اثنتين ولا ثلاثاً، بل بلغت حتى مساء أول أمس الأحد سقوط خمسة فرق ممتازة من فرق دونها في الدرجة الأولى (المقال كتب قبل لقاء الاتحاد والرياض مساء أمس بجدة).
الضربة الأولى كانت في رأس فريق التعاون رابع الدوري السعودي من الحزم، وانتهاء بخروج القادسية من المسابقة من فريق الباطن أول أمس الأحد ليرتفع خروج الممتازين إلى خمسة وربما تكون مواجهة أمس سادسة مدوية ما دام أن باب المفاجآت مفتوح، لكن إخراج الاتحاد على أرضه لا أتوقع حدوثه.
وسط هذه الأحداث المثيرة تعود حرارة الملاعب من خلال عودة دوري جميل للعمل في الجولة الرابعة عشرة بعد توقف دام قرابة عشرين يوماً لصالح ارتباطات الأخضر الأولمبي السعودي الذي رسب في الأدوار الأولى في البطولة الآسيوية المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل وعاد إلى البلاد مسوداً بنتائجه الهزيلة.
عودة الدوري تبدأ بالنصر والهلال، فالأول بطموح تحسين المركز سيلعب مساء الغد أمام هجر في الأحساء بذكريات التعادل الصفري في الذهاب بالرياض، والثاني بطموح الصدارة والمنافسة على اللقب سيقابل الوحدة مساء غد في مكة المكرمة وهو الذي حسم الذهاب بفوزه بهدفين.
جماهير النصر تنتظر نصرا مختلفاً عن الدور الأول الذي أنهاه ثامناً للدوري وبمستوى متواضع مثير للانتباه والغضب على منظومته الإدارية والفنية.
جماهير العالمي تأمل بنصر مختلف يصحح فيه مساره لبلوغ مراكز متقدمة مع نهاية الدوري تؤهله للمشاركة الآسيوية بعد أن فقد فرصة الدفاع عن لقبه كبطل للموسمين الماضيين.
فلا فرصة له للمنافسة على اللقب لكن بإمكانه بلوغ المركز الثالث أو الرابع متى ما تخلص و(خُلص) من دوامة الدور الأول للفارق الكبير بينه وبين متصدر الدوري الأهلي البالغ خمس عشرة نقطة.
وكسر هذا الفارق خلال اثنتي عشرة جولة قادمة نظرياً مستحيل وحسابياً وارد متى ما حصد كل نقاط الجولات وحل بالأهلي والهلال موجة نزيف نقاط والمنطق الفني لكلا الفريقين المتصدرين يستبعد حدوث ذلك.
الهلال يواجه الوحدة بهمين، الأول حسم النقاط لصالحه، والثاني الخشية من صواعق مفاجآت غير محسوبة تضعف من مسيرته التنافسية مع الأهلي الذي سيلعب لقاء على درجة كبيرة من الحذر مع فريق التعاون في بريدة وهو الذي تعادل معه في جدة.
يبقى القول إن الأهلي والهلال في مشوار الدور الثاني سيبقيان عنوان جولاته حتى نهايته والبطل في آخر المشوار واحد منهما مع استبعاد قدوم منافس أو اثنين من الخلف لتبقى الأعين تلاحقهما في كل لقاءاتهما.
وتبقى إشارة إلى أنه مع دخول الدور الثاني تدخل معه حسابات الفرق مرحلة أكثر جدية من قبل، فهناك من ينافس على اللقب، وهناك من يريد تحسين مركزه، وهناك من يحاول تأمين البقاء في دوري الأضواء مما يدفع إلى القول إن الحماس والإثارة سيكونان حاضرين.