ناري بجدة وبالرياض هلال
اليوم وغدا في نصف نهائي كأس ولي العهد سيتحدد طرفا الذهب في لقاءين منتظرين يجمعان الاتحاد والأهلي في ديربي جدة، وسط حشد جماهيري متوقع للفريقين، وفي اليوم التالي لقاء أقل أضواء بين الهلال والشباب في الرياض.
التحضيرات التي سبقت ديربي جدة تشير إلى حالة استنفار في المعسكر الأصفر والأخضر تنبئ بأجواء شحن معنوية ربما ستظهر على ملعب مدينة الملك عبد الله (الجوهرة) كلها توحي بتطلع طاغٍ للفوز بالدفع بكل الوسائل الفنية من الفريقين لحسم اللقاء والتأهل إلى نهائي الذهب.
لقاء عملاقي جدة بشعبيتهما الكبيرة له سيمفونية لحن في الميدان والمدرجات عند أنصار الفريقين ومتابعة عبر الشاشات في المنازل والمقاهي كل ينتظر صافرة البداية ولعل عزف لاعبيه الفني سيطرب كل من حضر وشاهد.
وفي المقابل تبدو الأمور أقل صخباً في الرياض كون الهلال مرشحاً للفوز بنسبة كبيرة مستفيداً من ظروف الشباب الفنية المتقهقرة هذا الموسم بشكل لافت مما يدفع إلى القول بنصف نهائي ناري في جدة وفي الرياض هلال يعبر إلى النهائي.
وعلى الأرجح أن لقاء النهائي سيجمع الهلال بالأهلي بناء على معطيات أرض الميدان في دوري عبد اللطيف جميل، فكلاهما يصطفان في الصدارة ببنيتهما الفنية الصلبة بفارق مريح عن أقرب منافس لهما.
والمقارنة الفنية والرقمية بين المرشحين للنهائي ومنافسيهما الاتحاد المجتهد والشباب المتهاوي في لقاءات خروج المغلوب قد لا تكون تعزيز حظوظ بالحسم بقدر ما تكون نظرياً ترجيح كفة فنية صلبة على كفة أقل صلابة.
وكرة القدم علمتنا أن باب التوقعات بناء على معطيات فنية ورقمية لفريق دون آخر قد يضرب في أرض الميدان بفرص سانحة تستغل من الفريق الأقل فنياً ويغلق الحظ بابه أمام الأقوى والأكثر ضراوة بالهجوم.
يبقى القول إن ديربي جدة بين الاتحاد والأهلي وما بينهما من تنافس تاريخي حاد على مدى تاريخهما الطويل هو عين الإعصار الفني الذي تنتظره جماهير الكرة السعودية عامة.
فالأهلي يسعى للمحافظة على لقبه كونه بطل النسخة الماضية، والاتحاد يجاهد ليكون طرفاً في النهائي واغتنام الفرصة أمام الذهب للعودة إلى المنصات وللولوج إلى العام الميلادي الجديد موشحاً بالذهب.
ولقاء مساء الغد في الرياض يتراءى لي أنه هلالي باعتبار أن الشباب الطرف الأضعف فنياً ويعاني من جروح كثيرة طالت كل خطوطه، ومن العسير على جريح مثخن أن يتوقع منه انتفاضة تطيح بصلابة الهلال.