2015-12-20 | 02:35 مقالات

الأهلي يحطم نفسه

مشاركة الخبر      

ما من فريق حيوي له تاريخ مجيد في لعبة كرة القدم في العالم حسب معرفتي يلعب مع نفسه ولوحده دون منافس قريب منه في لعبة تحطيم الأرقام القياسية غير فريق أهلي جدة الذي هو فقط يحطم نفسه بنفسه في مواصلته كسر أرقامه من مباراة تلوى أخرى بلا هزيمة ببلوغه الرقم 45.
وهذا الرقم المثير للانتباه والإعجاب وضع الراقي في دائرة الحصانة الصلبة ضد الهزائم وسيبقى في سجل الأهلي لسنوات وربما عقود حتى يأتي من يكسره على المستوى المحلي بعد حين، لكن إبطال عداد الراقي القياسي قد يحدث في أي وقت.
والليلة على ملعب الهفوف يواجه الأهلي فريق الفتح ضمن دوري عبد اللطيف جميل في وجبة نقطية تكاد تكون سهلة الهضم ما لم يكن الفريق الأحسائي يعسر هضمها بانتفاضة لافتة تهز طموح الفريق الزائر الساعي لمواصلة جمع النقاط والحفاظ على بقاء عداده القياسي في الخدمة.
والأرجح بحسب كل المعطيات الفنية والرقمية والمعنوية أن الأخضر الراقي سيعود إلى جدة من الهفوف رائقاً بنقاط اللقاء مستفيداً من تواضع الفريق الفتحاوي الذي كان في موسم مضى قبل ثلاثة مواسم سيد الساحة الكروية السعودية بتحقيقه بطولة الدوري وكأس السوبر.
غير أن ما حصل للفتح الذهبي في ذاك الوقت من طفرة فنية كروية لافتة سرعان ما تآكلت وانطفأت كما لو أنها سحابة صيف عابرة وأصبح الفريق تالياً ضمن أندية الكفاح التي تجاهد للبقاء في دائرة الأضواء.
ولقاء الليلة فرصة سانحة للفتح لتلميع نفسه ونفض غباره بالرمي بكل قوته بحثاً عن الفوز بكل الطرق الفنية الممكنة للفت الأنظار له، فالفوز على الأهلي سيترك صدى يبلغ تسميته بالمفاجأة لقوة تأثيره على مسار صدارة الدوري بالإضافة إلا أنه سيكون الفريق الوحيد حتى الآن الذي نجح في إبطال عداد الراقي وتثبيته عند الرقم 45.
والممكن في حالة الفتح الفنية المتواضعة ربما غير ممكن فنياً على الأرجح، لكن ربما أن اللجوء إلى خطة الإغلاق الدفاعي المحكم والاعتماد على الهجمات الخاطفة هي الحيلة الفنية المتاحة.
وهذه الطريقة الدفاعية عرف بها الفتح وطبقها بنجاح في عامه الذهبي قد تكون حاضرة في لقاء الليله مع الأهلي مع شكوك في فاعليتها عائدة إلى عجز الفريق بوضعه الحالي عن بلورة انضباط فني في مواجهة فريق صلب قادر على كسر كل الحواجز.
يبقى القول إن الفتح الذي كان يطرب بتغريداته الكروية في زمن ولى بات يحزن بأوجاعه الفنية ولم يعد بمقدوره عزف الألحان الكروية، ولا قِبل له فنياً الليلة بإحداث تغيير على مسار الفريق الأهلاوي المتطلع بكل قواه هذا الموسم نحو تحقيق لقب الدوري، وفي كرة القدم كل الاحتمالات واردة، فلا ضمانات بفوز الأقوى وخسارة الأضعف.