نصر المعادلات والتعادلات
الغرابة في المعادلة النصراوية وهو بطل الدوري للموسمين الماضيين، إنه بدأ الموسم معلناً عن حالة الوهن التي يمر بها، ونتائجه حتى الجولة العاشرة من دوري عبد اللطيف جميل لا تشفع له بأي ميزة إيجابية ترقى إلى قيمة البطل بشعبيته الجماهيرية في الداخل والخارج.
والفارق بينه وبين المتصدر يزداد مع كل جولة وبلغ عشر نقاط نتيجة استنزاف مسلسل التعادلات لرصيده النقطي مما يعسر قدرته على المحافظة على ألقابه، حيث خسر حتى الآن لقبين هما السوبر وكأس ولي العهد ولم يتبق غير الدوري وكأس خادم الحرمين والاستحقاق الآسيوي.
والدوري لم يمض منه سوى تسع جولات والمسافة طويلة للمحطة الأخيرة لكن النصر بوضعه الحالي والواقع في معادلات حرجة مع جماهيره تجوز تسميتها بمعادلة نجوم وهموم بتقوقعه بين أندية الوسط رغم اكتنازه بالنجوم المحليين ودون ذلك الأجانب لا يبدو بصحة جيدة.
ونصر المعادلات والتعادلات يتطلب وقفة فاحصة لأسباب الخلل في المنظومة الفنية فلابد أن هناك شيئاً محبطاً خارج نطاق حسابات المكاسب على أرض الملاعب شتت معادلة التوافق العضلي والذهني عند اللاعبين.
وسعي الإدارة بحسب ما قيل في الإعلام إلى تدبير قرض بنكي بضمان مستحقات النادي عند الاتحاد السعودي لكرة القدم يؤشر إلى أن الأزمة المالية ألقت بسوادها على كل مفاصل الفريق وكان من الممكن ألا تسود لو أن بيئة العمل خضراء منتجة ومنضبطة بكامل منظومتها.
وهذا يعني أن ثمة تذمراً من اللاعبين لتأخر مستحقاتهم الأمر الذي انعكس سلباً على روحهم المعنوية وشتت من تركيزهم على الأداء في الملعب وأعاقهم عن تقديم كل ما عندهم وهم من حيث الأسماء من أمهر اللاعبين السعوديين.
إذاً الخلل موجود والإدارة تأخرت كثيراً في معالجة الأسباب لضيق ذات اليد بفعل تخبط اليد وليس كله فنياً كما يقال ويروج لهذا الكلام من سوء الإعداد في (نزهة النمسا) ولو كان كذلك لكانت الجولات التسع الماضية كافية لتعويض معسكر الفشل هناك.
فلا يمكن أن يكتمل جهد بدني وذهني في الملعب إلا باكتمال العناصر المحفزة وأي خلل في الاثنين أو أحدهما من المؤكد أن يربك عمل المنظومة الفنية داخل الملعب وخارجه أيضاً.
يبقى القول إن معرفة الأسباب والتعامل معها وهي واضحة هما الضمانة لعودة البطل إلى سابق عطاءاته المميزة بمداواة الحالة النفسية بالمراهم وهي الرواتب بضبط تدفقها في حينها بدلاً من مضيعة الوقت بالحديث أو تبرير النتائج.
والملعب علم من يحسن التعلم ويطبقه أنه لا رهان على فريق يعاني من اختلال في منظومته الكاملة ما لم يبلغ مرحلة التناغم في الجهد الإداري والفني بتوفير كل سبل العطاء في بيئة عمل تدرك عوامل أسباب النجاح.