التحكيم صداع مستمر
لا مؤشرات صحية تنبئ بأن حكام كرة القدم في ملاعبنا محل رضا الجماهير عامة وإن استثنينا جماهير الهلال المتصدر التي لم يطلها بعد سوء التحكيم وظل فريقها يجمع النقاط متصدرا الدوري دون نكد تحكيمي.
وآخر الأفراح الهلالية عبور فريقها لدور الستة عشر في مسابقة كأس ولي العهد بارتياح وخدمه داعمه من سوء تقديرات الحكام مساء الإثنين الماضي في أحدث مشهد شهد عليه من شاهد اللقاء بين التعاون والهلال.
وضع كهذا بلغ من الخزي ما يسود سمعة الكرة السعودية أمام عيون المتابعين بعد أن أصبح التحكيم هاجساً للفرق يفوق هاجس الفريق المنافس له في الملعب والأخطاء الفادحة تتكرر في كل جولة ومسابقة رياضية وصيحات الجماهير والأندية تتعالى وبات التحكيم صداعاً مستمرا.
وتعبنا من قول لعل القادم فيه ما يعالج ظاهرة سوء تقديرات الحكام، ومع ذلك سنظل نقول لعل الجسم التحكيمي يحل به الشفاء العاجل ويغيب النكد المزمن ويحل بدلا منه الرضا والارتياح للوسط الرياضي وفي ذلك اطمئنان لسلامة أمن البيئة الرياضية من انفعالات قد تفلت من جراء أخطاء كبيرة تؤثرعلى النتائج.
وبعد مضي الربع الأول من الدوري فلا بصمات ظهرت للخبير التحكيمي الإنجليزي هارود ويب الذي استعان به الاتحاد السعودي لكرة القدم لهذه المهمة، ولا لجنة عمر المهنا قادرة على النهوض بأداء الحكام ولا أمل منها في فعل ذلك لعجزها على مدى أعوام في استخدام أدوات جديدة تنعش الجسم التحكيمي المريض.
إذاً كيف الرجاء نحو بلورة عمل رياضي صحي يحقق الاستقامة التحكيمية ويبلغ العدل المنشود بتطبيق القوانين الكروية على الجميع في الملعب بعيون صافية لا ألوان فيها تجرح مهنة أمانة التحكيم الذي لا يقل عن أمانة قضاة المحاكم، وهم الذين أُطلق عليهم مسمى (قضاة الملاعب)؟
سؤال نظري مثل هذا إجابته سهلة ونظرية أيضا بإحداث تغيير في لجنة الحكام المهترئة والعاجزة عن تطوير نفسها، لعل القادمين يكونون قادرين على فرض النظام الكروي في الملاعب بعيون حمراء لا تقبل مجاملة أي أحد عندها يمكن القول إن التحكيم الكروي السعودي سلك الطريق الصحيح.
فالتنافس بين أندية الصدارة بلغ أشده مبكرا والتقارب النقطي يزيد المنافسة حرارة والجماهير الرياضية يكاد يترسخ في ذهنها أن للتحكيم دور في تعطيل فرق لمصلحة فريق، ومعها الحق في هذه الهواجس مادام أن حكام كرة القدم أضعف من أن يفرضوا النظام القانوني في الملعب.
وتنامي مثل هذا في عقول الرياضين من هول أخطاء التحكيم سيصل بالأمر إلى حدود فقدان الثقة بالكامل في الحكم السعودي بسبب أن الحكم السعودي عاجز عن تطوير نفسه أو أنه أجبن من أن يستخدم صلاحياته القانونية في ضبط اللقاءات التي يديرها.
ونقد حكام كرة القدم سيستمر حتى يصلح عمله وإن كان هناك من ينتظر ثناء وهو لم يتقن عمله كمدح التحكيم مثلا وهو بوضعه الحالي لا يستحق، سيجعل من يفعل ذلك محل سخرية المتلقين وهذا يعني أن النقد الحالي للحكام له مبرراته الموضوعية.
يبقى القول والأمل والتفاؤل بوضع أفضل في الجولات المقبلة في تصحيح وضع التحكيم وسط دوري جماهيري حماسي وحساس أيضا عيون الجميع فيه مفتوحة وواعية وترى كل شيء فالأنظمة الكروية واضحة والأخطاء كذلك.