نور الأسطورة وظلام النهاية
كان خبر لجنة المنشطات بظهور عينة إيجابية للقائد الاتحادي الأسطوري محمد نور بمثابة الهزة المرعبة للوسط الرياضي، خاصة لجماهير العميد الاتحادي.. خبر غطى على ما دونه.. أشعل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
الزميل الاتحادي سالم الشهري غرد في (تويتر) بمرارة ناقلاً مقطعاً من أغنية أم كلثوم (ثورة الشك) التي قالت فيها (على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني وما أنا بالمصدق فيك قولاً ولكني شقيت بحسن ظني).
ولا أظن أن نور وكبار رجال الاتحاد سيتوقفون عند هذه العينة الإيجابية التي ستفضي بإيقاف اللاعب سنتين عن مزاولة الرياضة كما أن نور هو الآخر سيشرع في إجراءاته نحو فتح العينة الثانية في مسعى لبلوغ البراءة كما كان حال لاعب النصر السابق المصري حسام غالي الذي اتهم وصعد وحصل على البراءة من تهمة تناول المنشطات.
الكل لا يريد لنور الأسطورة ظلام النهاية وهو صاحب البريق الساطع في الملاعب وإعلان الاعتزال وقد بلغت به السن حداً لا يستطيع فيه العودة للملاعب إن استكان لقرار المنشطات وأثبت تورطه دون حراك لتبرئة ساحته سيبقى السواد يلف بحياته وتاريخه الرياضي.
فالكابتن نور ليس لاعباً عادياً يمر خبر تورطه في تناول مادة محظورة كما مر غيره من اللاعبين في السنوات الماضية فهو يمثل حقبة تاريخية ناصعة البياض لعطاءاته الفنية داخل الملاعب المحلية والقارية والعالمية على مدى عقدين من الزمن كان فيهما محط أنظار عشاق كرة القدم.
ونور ينظر له من جماهير الاتحاد على أنه رمز كروي وصانع البطولات الاتحادية على مدى عقدين وساهم بفاعلية في حصول فريقه على الكثير من البطولات ودوره البارز ليس محلياً فقد ساهم في نقل نشاطات الاتحاد إلى خارج الحدود.
فقد قاد العميد إلى اللقب القاري الآسيوي مرتين وعبر بالاتحاد حدود القارة الآسيوية إلى العالمية ناقلاً تصنيف فريقه من فئة الأندية المحلية إلى فئة الأندية العالمية في مناسبتين موندياليتين في النصف الثاني من العقد الماضي.
نور ساهم على مستوى الإنجازات الذهبية في تحقيق الاتحاد 20 بطولة وثلاث مع المنتخب السعودي واثنتين مع نادي النصر ليبلغ مجموع مساهماته في الإنجازات 25 بطولة كان حاضراً فيها بفاعلية.
يبقى القول إن على الكابتن محمد نور أن يواجه أصعب موقف يتعرض له في حياته الرياضية بكل شجاعة وأن يشرع في المثول أمام التحقيق في لجنة المنشطات بحضور محاميه لكافة التفاصيل نحو فتح العينة الثانية.
نور مطالب من جماهيره التي أحزنها الخبر بالذهاب دفاعاً عن نفسه إلى أبعد مدى تبلغه قضيته للتأكد من نوعية الدواء الذي أثار شبهة في تعاطيه لمادة منشطة أظهرت عينته إيجابية وقد لا يكون هذا الدواء ضمن قائمة (الوادا) المجرمة رياضياً وبالتالي يحصل نور على براءته مما اتهم فيه ليبقى نور نوراً لا يدنسه ظلام في سجله الرياضي الحافل بالوهج.