ديربي الغرق
لقاء عاصف منتظر مساء اليوم في ديربي جدة الكبير بين الاتحاد والأهلي على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة) ضمن الجولة الثامنة المقدمة نيابة عن السابعة المؤجلة حتى الربع الأخير من الشهر المقبل من دوري عبد اللطيف جميل.
ولقاء الليلة هو مركز الثقل وعنوان هذه الجولة ومحور اهتمامات الإعلام والجماهير وفيه من الحسابات الفنية والنفسية الكثير في ظل التنافس التاريخي الحاد المحتدم دائماً بين الفريقين الجماهريين فهو لقاء سيئن أحدهما من الهزيمة إن لم يتعادلا وفي ذلك الهدوء من الجانبين.
والفريقان بنقاطهما المتقاربة الاتحاد 13 نقطة ثالث الترتيب في سلم الدوري والأهلي 14 نقطة ثانياً يلتقيان في ظروف تكاد تكون متشابهة على المستوى الفني والنفسي وإن كان الأهلي من حيث الرسم الفني هو الأثقل إلى حد ما.
والميزة المرجحة نسبياً لصالح الأهلي تتمثل في عامل خبرة لاعبيه وصلابته المانعة للهزائم على مدى طويل بلغ لعبه 40 مباراة دون هزيمة وهو رقم قياسي لم يبلغه أحد من قبل وسيسعى الليلة إلى تسجيل رقم جديد.
وديربي الليلة تجوز تسميته بديربي الغرق على فرضية غياب التعادل وفوز أحدهما بعيد أمطار جارفة نزلت على جدة وأغرقت الكثير من شوارعها كعادة جدة في كل موسم مطر غزيز تتكشف عيوبها وسوء تنفيذ مشاريعها الأمر الذي جعل بنيتها التحتية في مجال تصريف السيول تصيح فائضة من سوءة عمل المنفذين.
وهزيمة أي من الفريقين الليلة هي أشبه بالغرق في الهموم وردات أفعال الجماهير وربما تطيح بمدربين، خاصة المدرب الاتحادي الروماني بولوني وهذا يعني أن الفائز سيغنم بجمال مطر الفوز بالثلاث نقاط ورضا الجماهير وإثبات حضوره وهيبته في اللقاءات التنافسية التقليدية الجماهيرية وللخاسر الغرق في شدة الموقف وتداعياته النفسية على المستوى الفني والغضب الجماهيري وتراجع ترتيبه في الدوري ربما إلى الرابع.
يبقى القول إن اللقاء بين الفريقين دائماً ما يكون رناناً في الملعب وخارج الملعب لوقوعهما في دائرة التنافس التقليدي التاريخي منذ القدم كما أن القرب النقطي بينهما وبين الصدارة هذا الموسم سيزيد من حدة المنافسة في الملعب وهو ما سيحدث هذه الليلة من حماس كبير يغذيه صوت جمهور هادر سيتقاسم ملعب الجوهرة.
وسخن رنين أجواء اللقاء خارج الملعب من المشهد، خاصة تلك التي أشعلها قائد الفريق الاتحادي محمد نور عندما سخر في لقاء تلفزيوني من النشوة الأهلاوية بـ 40 لقاء بلا هزيمة بقول ما فائدة ذلك بدون تحقيق بطولة الدوري في إشارة ساخرة إلى غياب الأهلي عن اللقب أكثر من ثلاثة عقود.