كلاسيكو الإطفاء
رغم أنه لم يمض من دوري عبد اللطيف جميل غير ثلاث جولات متباعدات زمنياً بسبب تقطيع المسافة بين كل جولة جراء التوقفات التي صاحبت بداية الموسم إلا أن جماهير الأهلي والنصر يحدوهم القلق على الحالة الفنية لفريقيهم مخافة من استمرار فقدان النقاط من البداية وتعسر التعويض في مشوار طويل.
وللجماهير في قلقها على وضع فريقيهم ما يبرره كونهما لم يقدما بعد أداءً فنياً يدفع إلى الاطمئنان على مسيرتهما، خاصه في الجانب النصراوي وأقل من ذلك في الفريق الأهلاوي الذي أظهر قدرة على تصحيح مساره الفني.
الأهلي تجاوز عثرته الأولى أمام التعاون بالتعادل السلبي وسجل انتصارين متتاليين جامعاً سبع نقاط ومسجلاً ستة أهداف وبشباك نظيفة كمؤشر على تحسن حالته وتجاوز عثرة البداية باصطفافه في الترتيب الثاني مكرر مع الشباب والاتحاد مع أفضلية الأهداف.
وفي النصر بطل الدوري لموسمين متتاليين الوضع الفني مقلق لجماهيره والأرقام تدعم هذا القلق فالبطل في المركز السادس بخمس نقاط والأهداف المسجلة أربعة وعليه هدفان وفي ذلك عوارض مرض فني قد تعيق قدرته في المضي قدماً نحو المنافسة إن استمر بلا علاج.
ومع قوة احتدام المنافسة بين الفرق الكبيرة وبقاء الموازين الفنية في النصر على حالها قد يكون العالمي في موقف حرج في محاولته للدفاع عن لقبه وسيبقى مراهناً على تعثر المتصدرين وقد لا يتحقق ذلك رغم طول مسافة الطريق إلى الجولة الأخيرة.
لقاء الليلة على ملعب مدينة الملك عبد الله بجدة (الجوهرة) ضمن الجولة الرابعة بين الأهلي والنصر هو ما يمكن أن نطلق عليه مجازاً بأنه كلاسيكو الإطفاء بنتيجته الإيجابية لأي من الفريقين فالفوز للنصر سيخمد نار الغضب الجماهيري على مدربه الأوروجوياني داسيلفا الذي حمّلته الجماهير المسؤولية الفنية عن تواضع الأداء.
والفوز للأهلي هو بمثابة إطفاء القلق والشعور بالاطمئنان وقد تجاوز فريقهم خطوة مهمة في تغلبه على منافسه في أول لقاء من الوزن الفني الثقيل يخوضه الفريق الأهلاوي وفي ذلك بعدٌ معنويٌ يعين الفريق على المضي بارتياح في الجولات التالية.
والفريقان الكبيران الأهلي والنصر وهما عنوان الجولة الرابعة ومصدر التركيز الجماهيري أحاط بهما الكثير من التساؤلات وهما من ملآ الموسم الماضي بكل ألوان الإبداع الكروي لعبا وتنافسا حتى اللحظات الأخيرة قبيل تتويج النصر بطلاً.
فاللاعبون الذين أبدعوا الموسم الماضي في الفريقين وأظهروا توهجاً مميزاً طيلة موسم طويل وشاق هم من كانوا دون ذلك مع مطلع الموسم الحالي وهذا يعني أن هناك خللاً حدث في التحضير للموسم الجديد خلف هذا الارتباك الذي ظهر على أداء الفريقين.
يبقى القول إن لقاء الليلة ليس ثلاث نقاط فقط تعزز مسيرة أي منهما في المنافسة رغم تاريخية المنافسة القوية بين الفريقين بل هو أيضاً زخم معنوي وانقشاع لسحابة هم فني ونفسي خيمت على أداء الفريقين.
ومن الصعب التنبؤ بالنتيجة وإن كانت المؤشرات الرقمية ترجح كفة الأهلي على أرضه إلا أن الكثافة الفنية برؤية نظرية وبوجود هجوم ضارب في النصر مع امتلاء خطوطه عدا الدفاع بوفرة النجوم تقول إن النصر قادر على الحسم إن كان قد نجح في معالجة اهتزازه الفني خلال فترة التوقف.