مهرجان الـ41 صفر
كان يوم الخميس الماضي يوماً كروياً استعراضياً مسلياً لجماهيرالخليج وهي تشاهد منتخباتها تتبارى في تسجيل أرقام كبيرة من الأهداف وسط انهيار أربعة منتخبات من وسط وشرق آسيا أثخنت شباكها بعدد قياسي من الأهداف البيضاء الخالية من أي رد فعل بتسجيل هدف شرفي.
كانت حصيلة المهرجان التهديفي الخليجيي 41 مقابل صفر في أربعة لقاءات فقط تصدر المنتخب القطري القائمه بـ 15 هدفاً في مرمى بوتان يليه الإمارات بعشرة في ماليزيا والكويت تسعة في ميانمار وتذيل ترتيب المهرجان الأخضر السعودي بسبعة أهداف في مرمى تيمورالشرقية.
وربما للمهرجان الكروي عرض آخر في اللقاءات القادمة في الجولة الثالثة وما يليها من التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لكأسي العالم في روسيا 2018 وآسيا في الإمارات عام 2019.
وأسلوب آسيوي في تنظيم المسابقات على هذا النحو يفتقد إلى المنهجية الفنية في مراعاة أوقات الأنشطة الرياضية الكروية في الدول الأعضاء بإضافة عبء عليها على حساب روزناماتها المحلية خاصه أن لدى الاتحاد الآسيوي تصنيفاً لمنتخبات القارة بدلاً من أن يحشر القوي مع الضعيف في روزنامة واحدة.
كان حري بالاتحاد القاري أن يراعي الفوارق الفنية الشاسعة بين دول لها تاريخ كروي وأخرى خارج الدائرة الكروية الآسيوية الفنية بحيث تجرى تصفيات تضم المنتخبات الأقل نمواً في القارة وأغلبها في وسط آسيا توزع على مجموعتين يصعد منهما أربعة منتخبات للمرحلة الثانية التي تضم منتخبات التصنيف الأول والثاني والثالث والرابع.
وروزنامة بهذا الخلط العشوائي لمنتخبات القارة لا أرى فيها أية ميزة فنية وتسويقية بقدر ما تكون عبئاً على المنظمين والمشاركين من منتخبات القارة.
والواقع الفني الملاحظ على الأرض من خلال اللقاءات الماضية بالمعيار الفني لا الرقمي للمنتخبات الخليجية التي استأسدت على فرق ضعيفة لا يرقى إلى القناعة بتماسكها الفني القادر على مواصلة الرحلة إلى محطتيها الأخيرتين في روسيا والإمارات ما لم يطرأ لون فني أكثر انضباطاً.
والملاحظ على سبيل المثال لا الحصر أن المنتخب السعودي رغم تقدمه بنتيجة ثقيلة على منتخب تيمور الشرقية فقد واجهه خط دفاعه وهو أضعف خطوطه كما بدا من اللقاء إحراجاً من فريق ضعيف بتعدد الضربات الركنية لصالح الفريق التيموري.
يبقى القول إن جمع الأخضر السعودي لست نقاط من جولتين وفوزه المعنوي بسباعية على تيمور الشرقية يدرج ضمن التغذية الروحية للاعبين لتجاوز الضغوط التي صاحبت أداء الأخضر من فترة طويلة.
ولعل المدرب الجديد لمنتخبنا الهولندي مارفيك الذي بدا عليه الاستمتاع بالأهداف السبعة في أول قيادة له للأخضر يدرك أن تشكيلة دفاعه هشة وتعدد الضربات الركنية تكشف الارتباك الواضح، كما أن اختياره للمحاور غير موفق في ظل وجود كفاءات فنية بقيت في الاحتياط.
كاتب صحفي