جولة البحث عن النصر والأهلي
انتهت الجولة الأولى من دوري عبد اللطيف جميل، ولعبت كل الفرق الأربعة عشر، وكل النتائج طبيعية عدا نتيجة بطل الدوري النصر ووصيفه الأهلي، وكلاهما يجوز القول عطفا على أدائهما المتواضع إنهما صدما جماهيرهما مع انطلاقة الموسم.. الأول تعادل مع هجر في الرياض والثاني مع التعاون في بريدة.
النصر أظهر التواضع الفني مبكرا في سوبر لندن وظل متواضعا في أول لقاء في الجولة الأولى من الدوري، وإن كان لقاؤه الخماسي الأهداف في الدور 32 لكأس ولي العهد بفوزه على فريق المجزل أعطى شيئا من التحسن، لكن لا يقاس عليه للفارق الفني بين بطل الدوري وفريق من مراكز الوسط في أندية الدرجة الأولى.
في حين الأهلي يؤشر معسكره في سويسرا بحسب الأرقام وفوزه في لقاءاته الاستعدادية بأهداف بلغ أعلاها في لقاء واحد العشرة صفر وفوز آخر بسبع صفر على فرق سويسرية، أوهم جماهيره أنه قادم بقوة ساحقة، ومع أول لقاء محلي انكشف الفريق وإن مهرجانات الأهداف في الملاعب السويسرية ما هي إلا ناتج لسوء اختيار الفرق المقابلة وافتقادها إلى الحد الأدني فنيا.
الفريقان الكبيران واللافتان في الموسم الماضي أحاط بهما الكثير من التساؤلات عما إذا كانت بدايتهما تؤشر لحالتهما الفنية أم أن اللقاء الأول لهما في الدوري في عداد اللقاءات التي يحكمها في بعض الأحيان ظروف اللقاء الأول الذي لايقاس عليه.
فاللاعبون الذين أبدعوا الموسم الماضي في الفريقين وأظهروا توهجا مميزا طيلة موسم طويل وشاق هم من فاجأ الجماهير بمستوى متواضع، وهذا يعني أن هناك خللاً حدث في التحضير للموسم الجديد خلف هذا الارتباك الذي ظهر على أداء الفريقين في أول لقاء لهما، فالموضوع ليس موضوع تعادل في النتيجة بين فرق قوية وفرق دونها في المستوى الفني.
والاستغراب ليس في نتيجة التعادل فهذا يحدث في كرة القدم وإنما العلامة الواضحة هي الفوضى الفنية في صفوف الفريقين وخاصة النصر الذي ظهركمجموعة وكأنها تلعب لأول مرة مع بعضها.
إذاً يجوز القول إن الجولة الثانية هي جولة البحث عن النصر والأهلي فني، وعما إذا كان هناك استنفار بنتيجة ومستوى جيدين في لقائهما الليلة للأهلي أمام الخليج وللنصر مساء الغد أمام القادسية وكلاهما خارج أرضيهما في الدمام.
جماهيرالفريقين تترقب الجولة الثانية أكثر بكثير من جماهير الفرق الأخرى الموازية لهما في القوة الفنية كجماهير الاتحاد والهلال والشباب الذين حصدوا أولى النقاط وبمستوى مرضي لجماهيرهم وتصدروا سلم الدوري.
وملعب الدمام مساء اليوم للراقي ومساء الغد للعالمي سيكون ساحة مفتوحة على عيون خضراء وصفراء ترقب الأداء الفني وعما إذا كان الفريقان سيظهرا مؤشرا فنيا تصحيحيا يصعد بأداء الفريقين إلى بلوغ الحد المرضي للجماهير.
يبقى القول إن أندية البطولات ذات الشعبية الجماهيرية الكبرى كحالة النصر والأهلي تقع تحت ضغوط عيون إعلامية وجماهيرية، وذلك أمر طبيعي يجب ألا يفسر على أنه سلبي بقدرما هو تحفيزي يحث الفرق الكبيرة إداريا وفنيا على الاضطلاع بمسؤولياتها وتقديم ما يرضي من أداء يلقى الاستحسان.