السوبر الضبابي
لا أحد يستطيع التنبؤ بالحالة الفنية التي ستكون عليها مباراة النصر والهلال على ملعب لوفتس ورد بلندن مساء يوم غد الأربعاء عند الساعة التاسعة بتوقيت السعودية لاعتبارات منها أنه أول لقاء في الموسم الجديد يجمع فريقين متنافسين بشدة وهما في غير كامل لياقتهما.
وسيواجه الفريقان صعوبة الدخول في أجواء اللقاء في ملعب خارجي بالإضافة إلى العامل اللياقي الذي من المؤكد لم يكتمل وعشرين يوماً من المعسكر للفريقين في النمسا غير كافٍ للفريقين لبلوغ اللاعب حداً مقبولاً من اللياقة تتيح له تقديم كل ما عنده من جهد.
من هنا فإن لقاء السوبر محفوف بالضبابية مع صعوبة القراءة الفنية المؤشرة لترجيح كفة فريق على آخر وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة لصالح أي من الفريقين في الفوز بالسوبر السعودي الذي ينظم للسنة الثالثة على التوالي.
والمدرب الذكي مع تقارب مستوى الفريقين فنياً هو من يضع خطة تعتمد على إغلاق المناطق وإرهاق الخصم بالجري بالكرة وبدونها بأقل مجهود بدني خلال شوط اللقاء ليتيسر له استثمار استنزاف لياقة خصمه ومن ثم الضغط عليه في ملعبه.
ولقاءات التنافس التلقليدي عادة ما تحكمها ظروف اللقاء والاستعداد البدني والذهني للاعبين ومدى قدرتهم في الخروج من الأجواء الضاغطة التي ما تصاحب مثل هذه اللقاءات مما يعني أن الأهدأ هو الأقرب للفوز.
النصر بطل الدوري يدخل اللقاء ولديه تجربة الموسم الماضي السوبرية التي خسرها أمام الشباب في لقاء سيىء تحكيمياً اثر على النتيجة في حين أن الهلال بطل كأس الملك ينافس لأول مرة.
والنصر والهلال وهاجتان جميلتان للكرة السعودية بوهجهما الفني والجماهيري وهما يلعبان خارج أرضهما وكل الأمل رغم ظروف أول لقاء في الموسم أن يقدما أداءً جميلاً يترك صدى طيبا لكل من يتابعهما من العرب والعجم.
والكرة السعودية في خمولها القاري والعالمي تحتاج إلى وهج يجذب الأنظار إليها بعد غيابها عن الساحة العالمية منذ عام 2006 وخير من يلعب هذا الدور النصر والهلال وهما لأول مرة يلتقيان خارج الأرض في أرض أوروبية بلندن.
يبقى القول أن جماهير الفريقين تتطلع إلى فريقيهما بأمل أن يظهرا عملاً فنياً في الملعب يبحث على الاطمئنان مع انطلاقة موسم جديد بمفاصل فنية قوية.
والفائز منهما سيحصل على جرعة معنوية قوية التأثير للدخول إلى الموسم بروح عالية مردها تحقيقه أولى بطولات الموسم ومن أمام منافسه العنيد.
وتبقى إشارة أن ميزان الفوائد من لعب السوبر السعودي في لندن لا يمكن أن يقابله ميزان خسائر فالكل رابح والنصر والهلال مغريان وهما سلعتان ثمينتان في سوق الاستثمار الرياضي.
ونجاح تجربة لندن فنياً واستثمارياً ستكون مغرية لشركات الرعاية في التسابق على رعاية السوبر القادم متى ما كان طرفاه ناديين جماهيريين بحجم النصر والهلال.