جدول (جميل) هلالي المنشأ
أشرت في مقال قبل أسبوعين بعيد صدور جدول دوري عبد اللطيف جميل للموسم الجديد في صورته الأولى قبل تحديد مواعيد اللقاءات بين الفرق.. أشرت في ذلك المقال إلى أن المؤشرات الأولية من حيث جدولة الموسم الجديد تقول إن الموسم الرياضي الجديد يعمل بنفس أدواته السابقة.
وقصدت من ذلك أن لا جديد منتظراً في برمجة جدولة الدوري برمجة مقننة تخدم الأندية والجماهير والاستثمار أيضاً، وذكرت أن استخدام الأدوات الموسمية نفسها لا يأتي بنتائج وفكر جديد يخدم برمجة دوري عبد اللطيف جميل.
وقد صدر جدول الدوري في صورته الثانية بتواريخ وأيام اللقاءات ولا جديد في الفكر الذي أعده، فالقصور المزمن لا يتوقع منه غير إنتاج مسلسل مستمر من العمل الذي يفتقد روح العمل المهني الموضوعي والمتوازن في جانبه الرياضي والاستثماري والتسويقي.
وجدول (جميل) بمواعيده كما لو أنه هلالي المنشأ لا ينبئ عن توافر الحد الأدنى من العمل الموضوعي المتوازن في رؤوس من أعدوه؛ فما زال لون الميول هو الذي يتصدر الأولويات على ما يبدو من شكل الجدول لدى لجنة المسابقات.
والملاحظ أن خدمة الهلال كما لو كانت مقدمة على حساب الفرق الأخرى وسأعطي أمثلة تدحض كل من حاول الدفاع عن الجدول الذي أعد بعيون زرقاء لم تأخذ في الاعتبار مصالح الأندية الأخرى.
وهذا يعني أن لجنة المسابقات فكرت بعقلية المشجع المبتدئ وعرضت عن رسم مواعيد ذكية للفرق الجماهيرية وهي أربعة معروفة؛ النصر والأهلي والهلال والاتحاد وهي الفرق التي يفترض من لجنة المسابقات النظر إلى زمن لقاءاتها في الموسم بمنظار ذكي تنظيمي واستثماري وجماهيري.
وجدولة لقاءات الكبار جماهيرياً في أيام الإجازات الأسبوعية وتحديداً مساء الخميس والجمعة هو عمل منهجي يخدم كل الأطراف في الجوانب الرياضية والجماهيرية والاستثمارية وهو الذي لم يحدث في الجدول مع الأسف الشديد.
ولاحظوا المحاباة المكشوفة للهلال على حساب الآخرين؛ فالهلال سيقابل الاتحاد يوم جمعة والأهلي يوم خميس ولا حظوا أيضاً أن لقاء النصر والهلال سيكون يوم أحد لأنه على أرض النصر وترقبوا بقية الجدول في الدور الثاني وأجزم أن لقاء الهلال والنصر في الإياب على أرض الهلال سيكون يوم جمعة أو خميس إذا بقيت عقول المشجعين في لجنة المسابقات أسيرة لميولها.
في المقابل على سبيل المثال لا الحصر النصر والاتحاد يوم أحد ومع الأهلي يوم اثنين وهي أيام عمل يقل فيها الحضور الجماهيري في الملاعب وكل هذه اللقاءات الجماهيرية مؤثرة فنياً ومالياً واستثمارياً لكن لجنة المسابقات ربما لا تفهم معنى أن كرة القدم صناعة أو أن خدمة الهلال مقدمة على من سواه.
يبقى القول أن أندية الكثافة الجماهيرية النصر والأهلي والاتحاد المتضررة من حشر لقاءاتها في أيام عادية من حقها أن تنتفض وبقوة وتضع حداً لهذا العبث المتكرر وفرض تصحيح مواعيد اللقاءات الهامة.
وأن تبادر بإجراءات من شأنه وضع حد لطغيان الميول في أعمال اللجان وألا تنتظر من رابطة الأندية المحترفة أي مبادرة، فتلك الرابطة أصغر من أن تقدم وتتدخل لتصحيح إجراء في جدول الدوري استفاد منع نادٍ وتضرر منه ثلاثة أندية جماهيرية.