فلسطين جرس إنذار للأخضر
لعل منتخب فلسطين جرس إنذار للأخضر لإعادة حساباته في التعامل مع خصومه الكرويين في مجموعته الأولى وقد كشفت الجولة الأولى ما يشبه الاستهتار بالفريق المقابل في اللقاء الذي جمع الفريق الفلسطيني بالسعودي مساء الخميس الماضي بالدمام وانتهى بفوز سعودي في الثواني الأخيرة للقاء بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
فقد ظهر الأخضر السعودي وخاصة في حراسة المرمى التي أهدت للفريق الفلسطيني الهدفين ورباعي دفاعه بمستوى بدا فيه اللاعبون وخاصة الحارس خالد شراحيلي كما لو كانوا يؤدون تمريناً لا مباراة رسمية من جراء الاستهتار الملاحظ بالخصم.
صحيح الجهد الذي بذل في موسم محلي طويل كانت آثاره واضحة على اللاعبين لكن هذا لا يشفع لبعض اللاعبين الاستهتار بالخصم الذي لعب بحماس شديد بغية الخروج بنتيجة إيجابية وكاد الأخضر أن يخرج خاسرا بالتعادل لولا الهدف الذي خطفه المهاجم محمد السهلاوي في الثواني الأخيرة للقاء.
ويلاحظ باستثناء منتخبي الإمارات والسعودية في المجموعة الأولى أن ماليزيا وفلسطين وتيمور الشرقية في حكم المنتخبات المجتهدة التي حدودها المشاركة لغرض المشاركة لصعوبة تطلعها أكثر من ذلك لاعتبارات فنية.
الأخضر يديره طاقم تدريب سعودي بقيادة الكابتن فيصل البدين وقد حقق أول ثلاث نقاط هامة، وهو يعد في حكم المدرب المؤقت حتى الآن لعدم وضوح الرؤية عن البديل الأجنبي القادم الذي يبدو أنه من العسير على قدرة الاتحاد السعودي لكرة القدم المهارية والفاحصة التعاقد مع مدرب من ذوي الصيت الفني المجرب.
ولأن الاتحاد السعودي أضعف فنياً من أن يجلب مدرباً بارعاً للأخضر يقوده إلى الهدف ببلوغ موسكو 2018 وآسيا 2019 فإن من الأفضل استمرار المدرب الوطني البدين مع المنتخب خاصة وأنه قادر على تجاوز المرحلة الأولى والتي بوقودها قد يندفع إلى الأمام في بقية المراحل
والاستمرار مع الوطني خير من أن يأتي مدرباً أجنبياً على غرار السائح الهولندي ريكارد الذي أتى لجمع المال ولم يضف أي شيء فني جديد للأخضر بل إنه نقله إلى مراكز متأخرة في تصنيف (فيفا).
وأتى بعده مستشار خائب هو الأسباني لوبيز الذي جاء إلى هنا وقلب رأسه في المكاتب والملاعب على حساب سمعة الأخضر الذي فقد هيبته في القارة الآسيوية لسوء الإعداد والتخبط في التعاقد مع مدربين دون دراسة وافية تتفق ومرحلة الاستعداد.
والأخضر دفع ثمن التخبط وهو الذي كان أحد رموز الكرة في القارة الصفراء بثلاثة ألقاب قارية ومثلها وصيفاً بالإضافة إلى بلوغه كأس العالم لأربع مرات متتالية.
وخيارات الداخل وفي مقدمتها استمرار البدين قد تكون هي الخيار الأنسب في هذه المرحلة والمراحل التالية بحسب حظوظ الأخضر خاصة وأن الأخضر كانت بداية سطوعه قارياً مع المدرب الوطني خليل الزياني وتالياً مع ناصر الجوهر.
ونجاح البدين في المرحلة الأولى يدفع إلى القول بتثبيته مدرباً للأخضر ليكمل بقية المشوار دون الحاجة للبحث عن بديل أجنبي وقد توفر السعودي القادر على تحقيق التطلعات.
يبقى القول إن لقاء فلسطين درس معتبر للاعبين بالتعامل الجدي مع كل لقاء مهما كان صغر الوزن الفني للفريق المقابل خاصة في الخطوط الخلفية التي يعول عليها في بناء ساتر قوي لحماية المرمى السعودي.