النصر وجسر الهلال (الأخضر)
النصر أمام خطوة هي الأهم في مسيرته في دوري عبد اللطيف جميل في جولته ما قبل الأخيرة وقد دخل مرحلة الحسم الجدية التي لا تهاون فيها فربما معالم البطل ستكون أكثر وضوحاً وتتوقف على نتيجة ديربي العاصمة.
ونجاح النصر بالفوز على الهلال مساء اليوم في ملعب الملك فهد الدولي يعني اقترابه من المحافظة على لقبه بنسبة 80% ويتبقى له لقاء وحيد أمام الشباب في آخر جولة وخسارته ستضعه رهن نتائج آخر جولة.
وكرة القدم لا تعترف في الملاعب بغير الجد المبلغ للهدف والعالمي وهو في لقاء شبه مصيري أمام منافسه التقليدي الهلال يمتلك كل مفاتيح اللعبة في رصيده النقطي ومحافظته على مكاسبه فوزاً لا تعادلاً ستعزز تتويجه بلقب الدوري في الجولة الأخيرة.
ولقاء الهلال والنصر الثري بقوة التنافس على الكرة هذه المرة يشترك معهما طرف ثالث يلعب في جدة في التوقيت نفسه وقلبه في الرياض.
وهذا يعني القول مجازاً إن النصر يواجه جسر الهلال (الأخضر) فنتيجة اللقاء يعول عليها الأهلي كثيراً ويأمل في فوز هلالي يزيح النصر من الصدارة لتكون أهلاوية خضراء لأول مرة في موسم كروي طويل وقد بلغ مراحله النهائية الحاسمة.
ووسط آمال أهلاوية وتطلعات هلالية بأن يكون لهم بصمة مؤثرة في الدوري بتعطيل منافسهم وقد فاتهم قطار المنافسة واستقرارهم إلى حد كبير في المركز الثالث يبقى على النصر أمام ذلك أن ينجز اللقاء بالفوز لقطع الطريق أمام فرحتين زرقاء وخضراء.
وتخشى جماهير العالمي على ضوء المستوى غير المطمئن الذي ظهر به الفريق في لقاءاته المحلية والآسيوية من التفريط في مفاتيح اللقب لتذهب إلى الأهلي المتوقع اجتياحه الليلة للتعاون بسهولة.
والملاحظ على الأداء النصراوي اعتباراً من منتصف الدوري استمرار انفتاح عمق النصر رغم وجود خيرة المحاور في خط وسطه يقابله تميز هلالي في خط الوسط الذي يجد الانتشار والضغط على حامل الكرة وصناعة الهجمة بالطريقة السهلة.
ووضع كهذا يوحي بأن مدرب النصر الأورجواني داسيلفا لم يعتبر بعد مما حدث لفريقه في اللقاءات الماضية باستثمار الفرق المنافسه لحالة اهتزاز الانضباط في محاور النصر تحديداً وهم الساتر الدفاعي لإجهاض أية هجمة من العمق.
واندفاع المحاور إلى الأمام دون دقة في الحركة على حساب التغطية الدفاعية لظهيري الجنب في مساندتهما للهجمات وعلى حساب أيضاً قلبي الدفاع يسهل على الخصم الولوج إلى المنطقة النصراوية الخطرة.
يبقى القول إن لقاء الهلال والنصر هو محور كل لقاءات الجولة والجماهير عامة تنتظر حراكاً كروياً ممتعاً في الملعب؛ ولأنه مهم جداً للنصر فإنه من العسير جداً التكهن بذهاب النتيجة لغير النصر.
ومن العسير أيضاً أن تتفهم جماهير العالمي أن يضيع مجهود موسم كامل في مباراة واحدة في منعطف مفصلي نتيجته تعني الأمان لحامل اللقب في المحافظة على لقبه.
وهذا يتوقف على الحضور النصراوي الفني والنفسي في الملعب متى ما لعب بقوته الفنية المعتادة بإدراك لاعبيه أن عبور الجسر الهلالي يمهد الطريق لعبور المحطة التالية والأخيرة مرتاحاً وبلا حسابات انتظار نتيجة ديربي جدة بين الاتحاد والأهلي في الجولة الأخيرة.