كلاسيكو مصير الصدارة
لا أجد أقرب من وصف يلخص حالة الكلاسيكو الذي يجمع بين النصر متصدر الدوري مع فريق الاتحاد ثالث الدوري في جدة مساء بعد غدٍ السبت غير وصف: (كلاسيكو مصير الصدارة).
ونتيجة اللقاء بفوز النصر تعني بقاء مصير الصدارة في يديه واحتفاظه بكل المفاتيح في سعيه للمحافظة على لقبه كبطل للدوري الموسم الماضي ببقاء فارق النقطتين قائماً مع منافسه الأقرب على اللقب الفريق الأهلاوي على فرضية أنه سيكسب لقاء الرائد مساء الجمعة على أرضه في جدة.
لكن في حالة فوز الاتحاد على النصر والأهلي على الرائد فهذا يعني أن الاتحاد قرر مصير الصدارة بنزعها من النصر وتتويج الأهلي بها لأول مرة منذ انطلاقة الدوري وتسليمه مفاتيح اللقب وإبقاء النصر في حالة صعبة ينتظر نتائج الآخرين وعثرات الأهلي لاستعادة صدارته مجددا، ولم يبق من الوقت إلا أحرجه للتعويض والدوري قريب من محطته الأخيرة.
والاحتمالات كلها واردة مساء السبت وبروز الاتحاد كقوة فنية في الأسابيع الماضية وصعوده إلى الترتيب الثالث بسرعة غير متوقعة تعزز تمكنه من إعادة رسم الصدارة متى ما استمر في توهجه وبقي النصر في بروده الفني الذي كان ظاهرا على أدائه منذ انطلاقة الدور الثاني من دوري جميل.
الاتحاد يأمل بفوز يعزز حظوظه وبقاء أمله حتى اللحظة الأخيرة من الموسم وبقاء الأمل مرهون بكسب كل لقاءاته المقبلة بما فيها اللقاء الأخير في الجولة 26 أمام منافسه التقليدي الأهلي.
وهذا يعني أن الاتحاد بمقدوره تعطيل المتصدر ووصيفه كشرط لابتسام الحظ له في نهاية المطاف وخدمة النتائج الأخرى له لانتزاع لقب الدوري وفي حسابات كرة القدم كل شيء ممكن حدوثه.
في الملعب مساء السبت ومع نهاية اللقاء ستكون الصورة واضحة إما أن يكون النصر وإدارته ولاعبيه في مستوى الحدث والتحدي بالمحافظة على مكاسبه وقد جاهد من أجلها على مدى عشرين جولة .. أو أن الاتحاد قادر على إعادة رسم مسار الدوري؟
الواقع الفني يقول إن لا قوة على أرض الملاعب المحلية توازي قوة النصر متى ما لعب نجومه بكامل طاقتهم، ومساء السبت على أرض ملعب مدينة الملك عبد الله بجدة سيكون يوماً مشهوداً تنتظره جماهير العالمي من نجومها.
والنصر بمشهده الفني الحالي الذي طرأ عليه شيء من البرود يواجه فريقاً متطوراً يختلف عن فريق الدور الأول الذي كسبه بهدفين لهدف، وتفعيل النصر ليعود كما كان فريقاً ضارباً يتطلب معالجة الخلل لإعادة الصفاء الفني والذهني للفريق بتوفير بيئة محفزة للإنتاج والإبداع.. وهنا المعالجة إدارية أكثر مما هي فنية على طريقة (افهم يا فهيم).
يبقى القول إن كلاسيكو المونديالي والعالمي يتصدر المشهد الرياضي في الجولة 21، وتحكمه ظروف اللقاء، ومن الصعب التنبؤ بأحداثه والنصر في (الجوهرة) قد يواجه استنفارا اتحادياً بحماس شديد يهدد صدارته لصالح منافسه الأهلي.