فشل القاصمة ونجاح القاهرة
عنونت مقال أمس الأول الثلاثاء بـ (كلاسيكو القاصمة والقاهرة) عن لقاء النصر والأهلي الذي انتهى بفشل القاصمة ونجاح القاهرة بفوز الأهلي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، وفشل النصر في تحقيق فوز هام لو تحقق كان لوسع الفارق إلى ثماني نقاط وكان بمثابة القاصمة المربكة لخطوات الأهلي في اللقاءات التالية.
فوز الأهلي وبلوغ نقاطه 46 قرب المسافة النقطية مع متصدر الدوري إلى نقطتين ملحقاً بالنصر الهزيمة الثانية في الدوري ومجمدا رصيده عند النقطة 48 ومحتفظاً بسجله خالياً من الهزائم مع انتهاء الجولة الـ 20 من دوري عبد اللطيف جميل.
الكلام عن سوء التحكيم من الحكم السويسري لن يغير شيئا في النتيجة وسوء اختياره من أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم يعكس جهلا أو لا مبالاة بحساسية لقاء جماهيري بين فريقين متنافسين على اللقب.
ويبدو أن الاختيار راق لمدرب الأهلي السويسري جروس الذي لم يخف ارتياحه من أداء ابن جلدته وعبر عن ذلك بطريقة غير مباشرة عندما قال في المؤتمر الصحفي التالي للقاء (إن الحظ خدمه بالثلاث نقاط).
على أية حال وقد طار الأهلي فرحاً منتشياً بأغلى ثلاث نقاط إلى جدة وعزز من حظوظه في المنافسة وبات تهديدا حقيقياً لقدرة النصر على الحفاظ على لقبه متجاوزا أصعب المحطات في طريقه التي لو خسرها لكانت أشبه بالخسارة القاصمة لمجهوده الفني والمعنوي.
خسارة النصر (غير الطبيعية) وهو الذي عجز عن المحافظة على تقدمه بهدفين كانت قاهرة له ولجماهيره نتيجة أخطاء شارك فيها الحكم بسوء تقديراته وأيضا دفاع النصر الذي كان مهزوزا في مواجهة الغزو الأهلاوي الجانبي، كما أن مدرب النصر الأوروجواني داسيلفا ساهم بضعف قراءته للملعب في النتيجة.
فوز الأهلي ليس نصراً له وحده وقد نجح في عرقلة المتصدر فقد فتح ضوءاً في آخر النفق للاتحاد والهلال القادمين من الخلف بعزيمة قوية وبات الفارق بين المتصدر وصاحب الترتيب الثالث ست نقاط، ومع الرابع الهلال سبع نقاط، وبقيت خمس جولات و15 نقطة كفيلة لربما بتغيير خريطة الصدارة.
وبات طريق الأهلي حتى الجولة 25 ممهداً لجمع النقاط، كونه سيقابل فرقاً دونه فنياً على التوالي (الرائد والعروبة والفيصلي والتعاون) ولا أحد في طريقه يقترب من وزنه الفني غير الاتحاد في الجولة الأخيرة.
في المقابل سيواجه النصر الذي مازال بفارق النقطتين يحتفظ بمفاتيح اللقب في جيبه سيواجه فرقاً من الوزن الثقيل كالاتحاد في الجولة 21 الهلال و25، والشباب في الجولة الأخيرة وتجاوزهم يحدد مصيره في الدوري.
يبقى القول إن الأهلي تجاوز المنعطف الخطر وسلك الطريق السريع وفي طريقه محطات سهلة، على خلاف النصر الذي سيواجه محطات صلبة وقوية تحتاج إلى جهود صلبة لتجاوزها.
والملاحظ أن النصر رغم ازدحامه بالنجوم يمر بدوامة فنية ومعنوية علاجها في أسبابها المعلومة عند الإدارة وبسرعة غير آجلة للحفاظ على ما بقي من مكاسبه وصدارته، وقد بقي من الأوان قليله قبل فواته كله.