الارض لا تلعب مع (المغرور)
ذكرت في مقال الثلاثاء عن اللقاءات السعودية في دوري أبطال آسيا الذي انطلق في جولته الأولى أمس الأول، أن الجدية في الملعب تكسب وتغطي العيوب متى ما بذلت بمنهجية، وفي مبارة النصر في الرياض مع بونيودكور المنتهية بالتعادل بهدف بدا أن الأرض لا تلعب مع (المغرور) المتكابر
على اللقاء.
فالتشكيلة الأساسية التي لعب بها النصر المباراة غاب عنها بلاسبب خمسة عناصر رئيسية، ورغم سيطرة الفريق على أجواء اللقاء إلا أنه من الواضح أن الانسجام المعروف عن الفريق قد اختل ويتحمل هذا الخلل الفني مدرب الفريق الأورجواني دي سلفا الذي يبدو أن الغرور أصابه من كثرة عدد النجوم في فريقه.
فقد غامر مدرب النصر على أرضه وأراد على ما يبدوالاستعراض بأن لديه فريقين جاهزبن لكل المهام أو إنه أراد تقسيم الجهد بين لاعبيه في الآسيوية والدوري المحلي ولم يكن على قراءة فاحصة بقوة الفريق الأوزبكي الذي تعامل مدافعا وحقق ما يريد بخطف نقطة إيجابية
في الرياض.
الفريق الأوزبكي نجح في إغلاق الملعب ومدرب النصر لم يحسن التعامل مع الطريقة الأوزبكية وأكثر من الكرات العالية وخصمه يصطادها بسهولة، ومثل تلك الكرات تحتاج إلى رؤوس محترفة للتهديف وهومالا يتوفر للنصر بدرجة عالية.
وخير طريقة لكسرالتكتلات في الأبجديات التدريبية انتهاج طريقة الكرات البينية وهو مالم يفعله مدرب النصر عدا في كرات محدودة إحداها أثمر وجاء منها هدف التعادل النصراوي في الشوط الثاني.
ويجوزالقول إن النصر تعثر في بداية مشواره الآسيوي بالتعادل، ولعل الدرس الأول في الجولة الأولى ينبه الجهاز الفني ولديه الأدوات القادرة على الحسم إلى ضرورة حفظ توازن الفريق، وإن حدث تدوير يكون في أضيق الحدود وليس بنصف الفريق.
وفي ملعب خارج الحدود في مدينة العين الإماراتية نجح الشباب رغم ظروفه الفنية بالعودة بنقطة من أمام فريق العين بتعامله الواقعي خارج أرضه مع قوة خصمه متصدر الدوري الإماراتي.
ولعل الهلال مساء أمس في الرياض أمام فريق لوكوموتيف الأوزبكي (المقال كتب قبل اللقاء) والأهلي أمام الأهلي الإماراتي في دبي قد حسما لقاءهما بالفوز والتقدم إلى الأمام على أرضية صلبة وتعزيز مكاسبهما في الجولات القادمة في مشوار آسيوي طويل ومرهق.
يبقى القول إن تأمين البدايات بحسم النقاط الثلاث في الجولة الأولى وخاصة على الأرض هو خير زاد معنوي محفز ويجنب الفريق من ضغط العمليات الحسابية والاعتماد على الغير في تغيير خريطة كل مجموعة.
وتبقى خمس جولات ذهابا وإيابا ودوري المجموعات في أوله وقد لاح للمدربين وزن كل فريق في مجموعته مما يسهل عليهم قراءة فنية أوضح من قبل لتصحيح الخيبات الفنية التي حدثت في الجولة الأولى كحالة النصرالأكثر وضوحا من غيرها.