التحكيم يجرح صدارة النصر
ما كان لفريق عملاق كالنصر بكل المقاييس الرقمية في دوري عبد اللطيف جميل أن ينتظر أخطاء تحكيمية ليعزز صدارته للدوري وحري به هو الذي يملك ترسانة من النجوم قادرة على الحسم متى ما لعب نجومه بجدية واحترم المنافس مهما كان وزنه الفني وترتيبه في سلم الدوري.
الجولة السادسة عشرة (المقال كتب قبل لقاءي مساء أمس) شهدت غزارة في الأهداف برباعيات التعادل ورباعيات الفوز ودون ذلك من النتائج الإيجابية تهديفاً، غير أن مهرجانات الأهداف التي أضفت على اللقاءات طابع الحماس لم يصاحبها جمال في أداء التحكيم خاصة من شيخ المحكمين المخضرم عبد الرحمن العمري.
(الشيخ المعمر) في الملاعب الذي قاد لقاء النصر والخليج وقع في أخطاء بدائية ومعه مساعده الأول باحتساب هدف نصراوي من وضعية تسلل وضربة جزاء للنصر هي فنياً ضربة حرة غير مباشرة على خط الثمانية عشرة لتهور اللاعب الخلجاوي في إبعاد الكرة.
والمباراة انتهت بأربعة أهداف نصراوية مقابل هدف ولو انتهت بهدفين لهدف لقلنا إن سوء تقديرات الحكم كانت مؤثرة في النتيجة ومع ذلك يجوز القول إن التحكيم جرح جمال صدارة النصر المطلقة بسوء تقديراته التي هي خدمت نتيجة النصر ببلوغها الأربعة.
النصر منذ انطلاقة الدور الثاني من الدوري ليس نصر الدور الأول، فالبرود القريب من الاستهتار لبعض نجومه يكاد هو الأقرب لوصف الحالة الفنية والأنجع في معالجة مثل هذه الحالة الفنية المهددة بفقدان النصر للنقاط في اللقاءات القادمة هو أن يلعب اللاعب الجاهز فنياً ولياقياً خاصة وأن دكة النصر غنية بالنجوم.
لا أعتقد أن غياب الظهير الطائر خالد الغامدي قد أخل بالميزان الفني لإيقاع الفريق رغم نجوميته وتأثيره الإيجابي في الجهة اليمنى هجوما ودفاعا وخير بديل له اللاعب الجوكر شايع شراحيلي وليس عوض خميس المحور الجيد ودون ذلك فنياً في الظهير ولا كامل المر الغائب عن أجواء اللقاءات.
والتساؤل الذي يلد تساؤلات بين الجماهير عن وضعية الأجنبيين الأوروجواني فابيان والإكوادوري ويلا اللذين حضرا إلى الفريق في فترة التسجيل الشتوية وما قيل إنهما اختيرا من المدرب الأوروجواني دي سلفا وعلى الأرجح أنهما اختيرا من قبل سماسرة الجيوب.
لا أظن أن دي سلفا اختارهما وحبسهما على دكة الاحتياط لقناعته بضعف أدائهما واللاعب الماهر يظهر إمكاناته الفنية مع أول لقاء من حيث تصرفه مع الكرة وفي حالتي فابيان وويلا يكتنفهما الغموض.
يبقى القول إن هناك ثمة شيء في الفريق النصراوي يتطلب المعالجة السريعة لعودة الفريق إلى التوهج من جديد والإدارة والجهاز الفني هما الأقرب ومن الصعب التهكن بالأسباب التي هبطت بأداء الفريق فنياً وهو المطلوب جماهيرياً المحافظة على لقبه وإظهار مستوى يؤهله لتجاوز فرق مجموعته الآسيوية.
وتبقى إشارة إلى أن الجولة السادسة عشرة تميزت أهدافاً وبقي التواضع الفني للفرق الكبيرة فنياً هو الملاحظ على الأداء يقابله حماس وصمود من الفرق الأدني فنياً التي نجحت في هز شباك الكبار وفرضت التعادل كلقاء هجر والشباب على سبيل المثال لا الحصر المنتهي بالتعادل الرباعي.