الانضباط ليست إمعة
يتسابقون في حروفهم وأقوالهم في تسويق حملة مركزة يغذيها تعصب كروي أحادي النظرة وكره لكل ماهو خارج دائرة ميولهم واستنفارهم هذه الأيام واستجدائهم للجنة الانضباط بمعاقبة رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي يمكن إدراجه بأنه ضرب من ضروب الأماني.
رعب فوبيا النصر تعاظم وتجذر في عقولهم ووجدانهم تلك هي حقيقة دوافع الحملة المنسقة أو الموجهة ضد رئيس النصرعلى خلفية دخوله الملعب منبهاً الحكم محمد القرني إلى أخطائه بمشاهدة لقاء النصر والرائد وتقديراته التي أضرت بالفريق المتصدر للدوري وأثرت في النتيجة المنتهية بالتعادل بهدفين.
اللقاء شهد إلغاء هدف صحيح للنصر عبر المرمى وتجاهل ضربة جزاء واحتساب ضربتي جزاء للرائد واحدة منهما مشكوك في صحتها في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني بسوء تقدير من حكم مبتدئ أدار مباراة أكبر منه.
لقد سئم فيصل من كثرة الأخطاء المؤثرة التي دفع ثمنها فريقه بدءا من الأخطاء المؤثرة في لقاء السوبر مطلع الموسم مع الشباب مرورا إلى خسارة الفريق للنقاط من جراء أخطاء تحكيمية وصولا إلى لقاء الرائد في الجولة الخامسة عشرة.
من حق الأمير فيصل كرئيس فريق جماهيري أن يدافع عن مصالح ناديه وأنصاره وهو يرى الأخطاء أمام عينه دون جديد في تحسن وضع التحكيم وعيون الجماهير لن ترحم رئيساً يقف مكتوف الأيدي وفريقه يتعرض للضرر.
وكلام الأمير فيصل عن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد يلتقي مع رأي شريحة ليست قليلة فهو لم يحرض ولم يهدد وإنما طالب عيد بالقيام بمسؤولياته بكل شجاعة لا هوان فيها والملاحظ على أداء عيد أنه متواضع ومائل إلى الضعف المفتقد لكاريزما القيادة.
فيصل قال (آخر إنذار) وهذا يعني أن التحالف الذي أوصل عيد إلى كرسي الرئاسة قادر على حجب الثقة عنه إن استمر باهتاً في أداء عمله وهو يرى لجنة الحكام وقد تكاثر عليها النقد من معظم الأندية من جراء كثرة أخطاء حكامها المؤثرة في النتائج.
أي أن كلام فيصل بمثابة رسالة لأحمد عيد كرئيس اتحاد تحفزه على تحمل مسؤولياته والخروج من صندوق (التهميش) المضروب عليه من قوى استكان لها وواصلت الضغط عليه بهدف إسقاطه.
هؤلاء الذين بالغوا في حملتهم التي لايشم فيها رائحة المصلحة العامة واستعرضوا مواد اللوائح وأحضروا من يتوافق مع هواهم ممن يقال عنهم محامون يعتقدون أن لجنة الانضباط إمعة تُسير من الخارج وستتبنى أمانيهم وتصدر العقوبات.
لجنة الانضباط محكومة بلوائح صريحة ومكتوبة ولا أعتقد أن من أوكل لهم دور القضاة سيتأثرون بهرطقات معروفة الهدف، ورئيس النصر نعم دخل للملعب وتحدث مع الحكم مذكرا إياه بالأخطاء الفادحة والمؤثرة وطالباً منه رؤية المباراة.
يبقى القول إن تغريم رئيس النصر مبلغ خمسين ألف ريال على خلفية كلامه عن الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيسه فيه تعسف والموضوع لا يستحق أكثر من لفت نظر على كلام الرئيس الذي جاء عقب لقاء توترت فيه الأعصاب نتيجة سوء أداء الحكم.
ولجنة الانضباط لم تكتف بتقرير الحكم الخالي من أية ملاحظات واعتبرت كلام فيصل يدرج ضمن الإساءة للاتحاد ولجانه هو الذي أسيىء فهمه من اللجنة وآخرين حاولوا تعظيمه بغير المباح لغرض في النفس.
وبحسب التسريبات أن تقرير الحكم لم يرد فيه ما يشير إلى تجاوزات من رئيس النصر على حكم المباراة زعمتها حملة فريق من المشجعين المغالين.
كاتب صحفي