الاتحاد (يخرب بيته)
الاتحاد المونديالي يدور في مداره الفني المتواضع فيما يشبه رحلة وسط متاهة لايعرف كيف يخرج منها وآثارها ظاهرة على الفريق بخروجه من مسابقة كأس ولي العهد وبمركزه الخامس في سلم ترتيب دوري جميل بفارق 13 نقطة عن النصر المتصدر مما يعني منطقياً لا حسابياً أنه بات من فرق المكافحة التي تؤدي دوراً تكميلياً في الدوري ليس من بينه المنافسة على اللقب.
الخامس وفارق النقاط الكبير عن المتصدر ليس بالمركز الذي يليق بفريق جماهيري عملاق عريق صاحب تاريخ حافل بالإنجازات والخوف من هذه المتاهة أن تجر الاتحاد إلى الخلف وتعيده إلى عصر القحط الذي مر به في القرن الماضي وظل فيه عقودا من الزمن وبقي خافتاً بعيدا عن المنافسات الكروية.
الاتحاد بدأ الموسم بداية جيدة بفعل خدمة جدول المسابقة له كونه جمع العلامة الكاملة من سبع جولات من أمام فرق دونه فنياً وما إن واجه اختبارا حقيقياً أمام النصر في الجولة الثامنة إلا وخارت قواه بالخسارة ومسلسل نزف النقاط.
فقد خسر اللقاء التالي من فريق هجر الحديث على الفرق الممتازة ليعود في الجولة العاشرة ويلتقط أنفاسه أمام الهلال بالتعادل السلبي ولا فوز مسجل له بعد الجولة السابعة وحتى انتهاء الجولة الرابعة عشرة.
والتعجيل في البحث عن الفريق وسط هذه المتاهة وإرشاده إلى طريق الخروج منها مهمة القادرين من رجاله متى ما كان الكيان هو الهم الأول لا المصالح الشخصية وشهوة نشر الأشواك في طريق كل إدارة جديدة بغرض تقويضها ليصعد الانتهازيون على ركام الخراب ويدعون أنهم المنقذون للكيان الكبير وكأن الاتحاد يخرب بيته بنفسه، بأيدي أنصاره.
وبريق الاتحاد لم يخفت محلياً وحسب بل قارياً بغيابه عن المشهد الكروي لأبطال آسيا وهو الصديق (الإيجابي) والمعروف للملاعب الآسيوية بفوزه بلقبين قاريين عامي 2004 و2005 وتمثيل القارة الآسيوية في مونديال كأس العالم للأندية أبطال القارات.
يبقى القول والشواهد تقول إن العمل الإداري والفني في الكيان الاتحادي ليس بالأمر السهل وسيبقى على حاله دون تطورات إيجابية في ظل وجود تحزبات تخرب ولا تدعم يشارك معها بعض اللاعبين المؤثرين والإعلام الاتحادي أيضا ليس بعيدا عن لعبة التخريب وانحيازه لطرف ضد آخر.
والملاحظ أن كل من أتى للكرسي الاتحادي برغبة الاصلاح لا إجماع داعم حوله ولا يترك في حاله وتسمم بيئة عمله بالمتاعب وسطحية بعض لاعبيه قابلة بالتأثر والاندماج في الأدوار السلبية.
ولعل العميد والدوري في بداية نصفه الثاني أن يشهد استقامة فنية إدارية محاطة بظروف طبيعية لعودة الماكينة الفنية الاتحادية للعمل بما يتناسب واسم عميد النوادي الذي وجوده منافساً لا متفرجاً هو الوضع الطبيعي.
وجماهير العميد الكثيفة والوفية لفريقها تستحق أن يقدم فريقها في أحس صورة فنية مخدوماً بعمل إداري وفني مثلما كان قبل أعوام عندما تسيد الساحة المحلية والآسيوية.