2015-01-04 | 07:20 مقالات

المؤشر الأخضر في سيدني

مشاركة الخبر      

لا مجال للمجازفة أمام مدرب الأخضر السعودي الروماني المؤقت كوزمين في مدينة سيدني الأسترالية بالدفع بالاحتياطيين في تجربته الودية الثانية التحضيرية والأخيرة مع منتخب كوريا الجنوبية وهو واحد من أقوى المرشحين للفوز بكأس أمم آسيا مع أستراليا واليابان.

فلا وقت لتجربة اللاعبين حتى لو كانت من باب تسخين المفاصل وإبقاء لاعبي الدعم الاحتياطي في جاهزية جيدة للقاءات الرسمية، ويكفي أن مغامرة التجربة الودية الأولى للأخضر السعودي في معسكره الأسترالي بالفريق الاحتياطي دفع ثمنها برباعية قاسية من منتخب البحرين.

ولا أعتقد أن كوزمين وهو المدرب الخبير ـ إلا إذا انتقل له فايروس لوبيزـ باحتفاظه بالأساسيين يمارس أسلوباً من أساليب الخداع الكروي كون الأخضر السعودي معروف بكامل تفاصيله لدي مدربي المنتخبات الآسيوية والأرجح أن كوزمين لجأ إلى ذلك لعاملين الأول إعطاء الطاقم الأساسي مزيداً من الراحة بعد تدريبات شاقة في معسكره الأول في مدينة ملبورن والثاني تسخين لاعبي الاحتياط ووضعهم في أجواء اللقاءات.

واليوم سيتضح المؤشر الأخضر في سيدني بمعالم المنتخب السعودي في كل مفاصله الفنية بما فيها قدرة كوزمين في التصرف الجيد في الأوقات الضيقة التي أحاطت بالأخضر قبل سفره إلى أستراليا خاصة وهو يواجه الكوري الجنوبي القوي بسرعته ومهارة لاعبيه.

والأرجح أن يكون كوزمين قد حدد التشكيلة المثالية للأخضر التي سيلعب بها اللقاءات الرسمية بدءاً من يوم السبت المقبل أمام منتخب الصين الذي قيل إنه أعد عدته ولعب أكثر من عشرة لقاءات ودية استعدادا للبطولة ومحاولة الظفر بها ليسجل نفسه ضمن نادي الأبطال في القارة الآسيوية.

الأخضر السعودي يلعب في المجموعة الثانية التي تضم الصين وكوريا الشمالة وأوزبكستان يقابل الكوري الجنوبي الذي يقع في المجموعة الأولى مع المنتخب الأسترالي والكويتي والعماني.. ويجوز القول هنا إن المجموعة الأولى حسم أمرها مبكرا بتأهل الأسترالي والكوري إلى دور الثمانية بناء على معطيات فنية تعزز حظوظهما على حساب عمان والكويت.

ولقاء كوريا الجنوبية الودي كفيل بإعطاء إشارة عن كل خطوط الأخضر وعن مدى قدرته في المضي باجتياز الصين السبت المقبل في مستهل اللقاءات الرسمية والذهاب إلى ما هو أبعد من دور المجموعات مرورا إلى دور الثمانية.

يبقى القول إنني ذكرت في مقال سابق قبل رباعية البحرين الودية أن بصمات كوزمين على الأخضر ستكون واضحة في هذه المده الوجيزة لكن الذي بدا أن كوزمين ذكرنا بمن سبقه المدرب المقال لوبيز الذي كان لا يعطي أهمية للتكامل الفني المنسجم للاعبين من جراء كثرة تجاربه الاجتهادية.

والوقت أمام كوزمين ليس مجالا للتجارب وكان حرياً به أن يلعب بالأساسيين أمام البحرين في الشوط الأول ويسحب نصفهم في الشوط الثاني بإعطاء فرصة للاحتياطيين، فالوقت الاستعدادي الخانق لايحتمل التجارب والأخضر في حاجة إلى تجانس لاعبيه استعدادا للقاءات الرسمية.

وسيتضح في لقاء اليوم أمام كوريا الجنوبية البروفة النهائية الفنية التي سيكون عليها.. وإن تكرر الزج بفريق غالبيته من الاحتياطيين أمام الكوري القوي فذلك يعني أن كوزمين يعمل على طريقة (تصريف العاجل من الأمور) وعذره المسبق ضيق الوقت، وإن أفلح في رسم انضباط فني إيجابي بدفاع محكم فاخر بعقليته التدريبية.