نعم لـ (لا) القويةودفن (سم) الذليلة
ذكرت قبل شهرين في مقال هنا بعيد قرار تعيين عضو مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عبدالرزاق أبوداود مشرفاً على المنتخبات أنه رجل المرحلة بعلمه وخبرته الكروية وقوة شخصيته على فرض النظام ومنع الاختراقات وسد المنافذ أمام من جعلوا المنتخب بوابة بلا بواب لتمريررغباتهم العاطفية.
وقبل يومين قدم الدكتور أبو داود استقالته في خطاب مطول شرح فيه الأسباب واللافت للانتباه إشارته إلى أن هناك قوى (مخربة) متنفذة تتدخل في شئون المنتخب مما حدا به للاستقالة لعدم توفر الأجواء الصحية.
وكلام أبو دواد في خطاب استقالته عن الصلاحيات (المسلوبة) وغيرها أمر يمكن تمريره باعتباره ضمن الحشو التبريري في مثل هذه الاستقالات لكن عن التدخل في الخريطة الفنية للمنتخبات وفرض لاعبين وإبعاد آخرين هو بيت القصيد الذي يجب التوقف عنده لمنع استمرار الكوارث التي حاقت بالأخضر من جراء مثل هذه التدخلات البغيضة المدفوعة بعاطفة الميول.
الدكتور أبوداود استسلم لأمر بغيض واقع وكنت أظنه الرجل القوي القادر على فرض النظام وإيقاف الفوضى واتضح أن الفوضى التي تعصف بالأخضر السعودي أقوى من قدرة البروفيسور والأكاديمي والخبير الرياضي على التصدي لها هو ومعه الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي هو الآخر فشل في خلق بيئة عمل صحية وربما أيضا المؤسسة الرياضية لا قبل لها بالتصدي.
إذاً نحن أمام عبث دفعت الكرة السعودية أثمانا متعددة بتراجعها إلى الخلف من جراء عبث العابثين الذين قدموا رغباتهم وأمزجتهم مستغلين تنفذهم حتى لو كان الثمن تخريب واجهة البلاد الكروية.
والعبث في الأخضر السعودي ليس جديدا على الوسط الرياضي وتناولته وسائل التواصل الاجتماعي ويتم التعاطي معه على أنه كلام في الرياضة مباح تداوله باعتباره وجهات نظر أو تبريرات لفشل لكن أن يأتي بوهج أحمر من عضو في الاتحاد السعودي وخبير رياضي هنا يجب التوقف والتعامل مع الموضوع بجدية.
ولنتوقف عن القفز إلى النتائج وقد بانت الأسباب كسطوع الشمس بتشخيص خبير رياضي عضو في الاتحاد الكروي المنتخب المسؤول مسؤولية مباشرة لا ينازعه فيها أحد عن كرة القدم السعودية وإذا عرف السبب بطل التعجب والحل باستئصال المرض وقد عرف.
آن الأوان للمواجهة المباشرة بقول نعم لـ (لا) القوية في موضعها ودفن (سم) الذليلة لوقف الفوضى لتصحيح المسارالكروي وكشف كل من يعبث لحساب ميوله على حساب سمعة البلاد الكروية التي باتت حديث الكثير من المدربين الذين سبق لهم تدريب الأخضر منهم للمثال لا الحصر الهولندي ريكاد الذي نقل عنه قوله إن راتبه المغري وراء سكوته عن موجة تدخلات في عمله في اختيار اللاعبين.
يبقى القول وليكن خطاب أبوداود الذي توسع فيه بذكر معوقات العمل في كرة القدم السعودية برنامج عمل ليبدأ الاتحاد الكروي إذا كان سيد أمره وقادر على حماية كيانه من الاختراقات (السامة) العابثة بالمنتخب السعودي في تصحيح الاعوجاج وتجاهل الضغط من المتنفذين ونسف نفوذهم بعيدا عن الأخضر مهما كان وزنهم.
وتبقى إشارة موجهة للدكتور أبوداود من أن تسجيل موقف واعتباره سبباً في الاستقالة غير كاف للجماهير الرياضية التي تنتظر من أبوداود الإفصاح وبشفافية وشجاعة وفضح (قوى التخريب) بالأسماء من خلال وسائل الإعلام حتى تكون الجماهيرعلى بينة واضحة مما يحدث في دهاليز الأخضر السعودي.