مؤشرات بعودة شخصية النصر
بالأحرف الأولى الفنية في كرة القدم يجوز القول إن المؤشرات الأولية تنبئ بعودة شخصية النصر الفنية المعروفة عنه في الملاعب بعد تخلصه من تعقيدات المدرب الإسباني السابق راؤول كانيدا.
وفوزه مساء أمس الأول في الأحساء على هجر برباعية بيضاء في الجولة العاشرة من دوري عبد اللطيف جميل وبمستوى لافت وسهل وممتع تؤشر إلى تحول إيجابي في طريقة اللعب بقيادة مدربه الأوروجواني داسيلفا.
ومن الواضح أن مدرب النصرالذي تسلم عمله حديثا نجح في فترة التوقف التي دامت أربعة أسابيع لحساب خليجي 22 في تفكيك تعقيدات وبلوكات المدرب السابق الإسباني كانيدا وقدم فريقاً فنياً مختلفاً عن ما مضى.
وكان النصرفي عهد كانيدا قد عبر الجولات التسع الماضية رغم نتائجه الجيدة كما لو كان مقيد الأرجل وسط أداء فني معقد بحشر اللاعبين في وسط الملعب رغم توفر نجوم مؤثرين وهو الأسلوب العقيم الذي أفقد النصر شخصيته في الملعب.
وبدا النصر في عهد المدرب السابق وكأنه فريق استعراضي غير خطر على مرمى خصومه ومعظم نتائجه الفوز بفارق هدف، ولاقى هذا الأسلوب الفني انتقاد غالبية النقاد الرياضيين حتى اللاعبين لم يكونوا مرتاحين لطريقة كانيدا غير المؤثرة في الحسم القوي للقاءات.
وتسلم داسيلفا مهمة الفريق بعده وفي أقل من ثلاثة أسابيع أعاد صياغة الفريق فنياً كما بدا من المؤشرات الأولية في لقاء رسمي وعبر بالفريق الجولة العاشرة بفنيات كرة القدم الممتعة وبأهدافها المرسومة وقافزا بنقاطه إلى 27 نقطة مغردا في الصدارة وبفارق شبه مريح عن أقرب منافسيه.
ومن هناء يجوز القول والنصر عاد إلى الكرة اللاتينية السهلة والممتعة إنه يحتاج إلى قليل من الوقت ليتخلص اللاعبون من بقايا فكر كانيدا الفني وقد بدأت معالم التخلص منه في لقاء هجر والنصر في الهفوف، فقد شاهدت الجماهير نصراً مختلفا عن ذي قبل، نصر يتعامل مع اللقاءات كما لو قرأها مقدما قبل بدايتها.
والملاحظ أن المدرب داسيلفا بحسب فهمي العادي للأمورالفنية لعب بطريقة جديدة قد تكون الأولى في ملاعبنا، فقد لعب بطريقة 4-1-3-2 وبلاعب ارتكاز واحد هو إبراهيم غالب وأمامه ثلاثة لاعبين بنزعة هجومية.
وهذا يعني أن المدرب أدرك مبكرا إمكانات كل لاعب وأيضا طبيعة الفريق المنافس الفنية وربما داسيلفا لايستمر على هذه الطريقة في كل اللقاءات وإنما بحسب وزن الفريق المقابل وتغييراته تؤشر إلى حسن قراءته للملعب خاصة عندما دفع بالمحورالثاني عبد العزيز الجبرين إلى جانب غالب لتعزيز الساتر الدفاعي وفريقه متقدم بالنتيجة.
يبقى القول إن النصر بمدربه الجديد المعروف لدى جماهير العالمي قد أزال عن كاهل جماهيره مخاوفهم السابقة من تخبطات ومزاج كانيدا وأن القادم قادر على استثمار ترسانة الفريق الغنية بالنجوم الأساسيين والاحتياطيين.
وتبقى إشارة إلى أن الجولة العاشرة التي أنهت فعالياتها أمس ونتائجها الأخرى صبت في صالح صدارة النصر، فقد عطل التعاون الشباب بهزيمته بهدفين لهدف، وتجمد رصيده عند 23 نقطة وهو الذي كان وصيف المتصدر، كما عطل الفيصلي الأهلي بالتعادل بهدف، والمقال كتب قبل اللقاء الجماهيري الذي جمع الاتحاد بالهلال مساء أمس في جدة.
كاتب صحفي