2014-11-16 | 08:05 مقالات

(حواري 22)

مشاركة الخبر      

لا حفل افتتاح يبهج، حضر الليزر وغاب ابتكار البشر ولا مستويات فنية للفرق الثمانية المشاركة في خليجي 22 بالرياض تمتع ولا جماهير حاضرة بقوة تتفاعل رغم الدخول بالمجان، ولا اهتمام إعلامي كافٍ، ولا نقل تلفزيزني مبهر، وعن التعليق في القناة السعودية الرياضية حدث ولا حرج ومن الأرشيف حضر فكان الهرب لقنوات أخرى ناقلة.

هذا هو الانطباع الأولي وقد أنهت الجولة الأولى أحداثها وسط مستويات متقاربة وضعيفة تساوت فيها المنتخبات الكبيرة فنياً مع منتخابات دونها في الوزن الفني والتاريخي أيضا.

منتخب الكويت ضمن المجوعة الثانية كسر تعادلات الجولة وخطف أول فوز وثلاث نقاط في خليجي 22 من أمام المنتخب العراقي في الثواني الأخيرة للمباراة مما يعني ارتفاع سهم قابلية التصديق لمقولة إن البطولة تحب اللون الأزرق وتبحث عنه وهو الذي هيمن على بطولاتها بعشر كؤوس منذ انطلاقها في البحرين عام 1970.

كل مستويات المنتخبات باهتة مع بصيص من نور فني ظهر في لقاء الكويت والعراق ومرده للحماس والتنافس التقليدي وظهرت فيه الكروت الصفراء من جراء التهور في تخليص الكرات مع خلو اللقاء من أية مظاهر فنية لافتة غير التمريرة الذكية من بدر المطوع إلى عبد العزيز العنزي مسجل الهدف اليتيم.

ويبقى الأمل بتحسن فني في التالي من اللقاءات حتى لا يقال وصفاً إن خليجي 22 ينحدر فنيا إلى تسميته بـ (حواري 22) على ضوء أحداث الجولة الأولى الباهتة المخيبة لآمال أبناء الخليج الذين كانوا ينتظرون وهجا في الملعب وفي المدرجات يشد الانتباه لبطولة.

والأمل مساء اليوم في الجولة الثانية بحدوث تحسن فني لإنعاش الملاعب وإقبال جماهيري لإضفاء الحركة على المدرجات، حيث لقاءي المجموعة الأولى، اليمن بفريقها الحماسي في مواجهة قطرعلى ملعب الملك فهد، وتاليا السعوديه مع شقاوة منتخب البحرين المتعبة في الكثير من لقاءات الأخضر.

وفي اليوم التالي ضمن المجموعة الثانية وعلى ملعب الأمير فيصل بالملز يلتقي منتخب الامارات المرشح الأول للبطولة قبل انطلاقتها وهو الذي لم يظهر في الجولة الماضية بريقاً فنياً يدعم ترشحه المبكر لكأس البطولة.

وسيواجه الأبيض الامارتي إحراجاً من الأزرق الكويتي الطامح لتعزيز رصيده من النقاط دون انتظار لنتائج الجولة الأخيرة ليكون أول المتأهلين للمقص ويبقى لقاء العراق مع عمان متوازن الكفة الفنية مع حظوظ أقوى لفريق القائد علي الحبسي.

يبقى القول إن الجولة الثانية للفائز بمثابة اقتراب وضع القدم على نصف النهائي وللخاسر خروجه من المنافسة أقرب من بقائه.. ولعل نجوم الأخضر يعتمدون على أنفسهم في الملعب فلا شيء فني ينتظر من تدخل مدرب منتخبنا الأسباني لوبيز كارو.

وتخبط المدرب على وتيرته ساري المفعول ولا جديد يؤشر بانتعاش فكره الفني الهزيل وتشكيلته وتوظيفه للاعبين وتغييراته في لقاء قطر المنتهي بالتعادل السلبي تشرح للمرة الألف الحالة البائسة لفكره الفني.

وهذا ليس جديدا وقد انكشف مبكرا منذ توليه التدريب قبل عام أمام شريحة كبيرة جدا من الجماهير الرياضية الرافضة لاستمراره، وكأن القائمين على المنتخب لا يملكون الرؤية الفنية أو أنهم أضعف من قدرتهم على الاستغناء عنه.

وربما لاعتبارات قانونية كشرط العقد الجزائي الذي يقال إنه حوالي مليون يورو وخزينة الاتحاد ربما لا تتحمل تبعات من هذا النوع تعويض المدرب وفق العقد وإحضار بديل مكلف، وقد يكون هذا التفسيرالأقرب لترجيحه.. وإلا ماذا يعني الصبر عليه طيلة هذه المدة؟.. وإن كان لاشيء مقيد فهم (أعضاء الاتحاد) في الهزال الفكري ولوبيز سواء.

وتبقى إشارة إلى أن دورات الخليج للمنتخبات ترد على من يكابر ويقلل من أهيمتها، فمنها أسست القواعد الفنية لانطلاق منتخبات الخليج إلى أبعد من المحيط الإقليمي بالغة القارة ومتجازوة إلى المونديلات العالمية على مستوى المنتخبات والفرق.