بدأت دحرجة النصر
في لقاءات الكبار تتضح مفاصل اللاعبين وخطط المدربين وقد بدأت دحرجة النصر من الصدارة إلى المركز الثالث بخسارته من الأهلي بهدفين لهدف في جدة السبت الفائت ضمن الجولة السابعة لدوري عبد اللطيف جميل.
والعالمي مرشح لاستمرار الدحرجة فلا شيء ينبئ بتصحيح الخارطة الفنية للفريق التي سنها مدربه راؤول كانيدا بتخبطه وتعطيله لإمكانات نجوم النصر فقد تكشفت عيوبه وعجزه وإفلاسه فنيا.
الأسباني كانيدا برر خسارة النصر من الأهلي بسبب غياب قائد فريقه حسين عبدالغني عن المشاركة ومن كلامه يجوز القول والاقتباس (حان لأبي حنيفة أن يمد قدميه) ما بعد كلام كانيدا كلام للذين ما زال لديهم أمل أن لديه جديدا غير التخبطات التي كانت العلامة الواضحة في خريطة النصر الفنية.
غياب لاعب هو سبب الهزيمة وغالبية جماهير العالمي باستثناء قلة رهنت عقولها لما يقوله رئيس النادي.
كلامي عن كانيدا ليس رد فعل على الهزيمة فكل الفرق تخسر ولا يوجد فريق معصوم من الخسارة وأذكر أنني من أوائل من بكر في التحذير والتنبيه من مغبة استمرار كانيدا مع الفريق وذكرت بعد لقاء السوبر مع الشباب مطلع الموسم عيوب كانيدا الواضحة في مقال عنوانه (الصدمة الأولى كانيدية) أعقبه مقالات عدة تنتقد أداء المدرب في الملعب وطريقته الخانقة والمعطلة لحركة اللاعبين.
كانيدا من خلال الجولات السبع الماضية ليس لديه منهجية فنية واضحة ولا يحسن الرسم داخل الملعب وفق ما تحتاجه ظروف المباريات يعني أنه يتخبط في كل مباراة دون بصيرة فنية فهو لا يأبه أو لا يعرف خصوصية اللاعبين المهارية والنفسية ولا يحسن استثمار مهاراتهم في مناطق تفوقهم وأشياء فنية أخرى.
وطالبت الإدارة بعد السوبر بإعلان حالة الطوارئ والتحرك السريع لإيجاد بديل قبل انطلاقة الدوري وذكرت في حينه أن النصر سيواجه المتاعب وقد لا يكون قادراً على الدفاع عن لقبه كبطل للدوري مع مدرب هو نقطة الضعف في الشكل الفني للفريق الذي يملك أفضل اللاعبين المحليين.
لكن هناك من العقول التي تفتقد الرؤية لا يحركها غير الكوارث لتبدأ في التفكير متأخرة تحت ضغط الجماهير وكأنها تنتظر جرساً يوقظها وينبهها إلى ما بين يديها وناظريها يحدث أمهامها.
صحيح النصر لعب ست جولات وحقق العلامة كاملة لكن هذه العلامة كانت مع فرق لا تملك علامة الجودة الفنية ومن السهل لأي فريق الفوز عليها وتجاوزها.
ومع أول مواجهة قوية فاحصة للفريق أمام الأهلي انكشف كانيدا لوحده ولم ينكشف نجوم النصر ومن رأى تشكيلة الدفاع في ظهيري الجنب لكانيدا يدرك تماما بالتعبير البلدي (أنه مدرب ما عنده سالفة).
هذا غير الفوضى في الوسط وتسليم المهاجم الوحيد لدفاع الخصم دون إسناد مبرمج كما يفعل المدربون الذين يملكون العين الفنية الفاحصة لمجريات اللقاءات.
يبقى القول والقرار في يد الإدارة النصراوية التي جمعت شلة الأمس حولها وعليها أن تأكل ما خبزت بتكرار أخطاء الماضي التي ستقودها إلى نتائج الماضي السوداء في السنوات الثلاث الأولى للرئاسة النصراوية.
استمرار الوضع على حاله دون تصحيح سيعزز الاعتقاد لدى شريحة من جماهير العالمي على أن من قاد النصر للمنصات فنياً وإدارياً أيضا هو المدرب الأوروجواني كارينيو الذي امتلك القرار وأدار شئون كرة القدم بعمل مبرمج فنياً وإدارياً ونفسياً فكان الحصاد المثمر.
ورئيس النصر الأمير فيصل بن تركي وبعد أن تكشف له كل شيء في الملعب إضافة إلى آراء النقاد الفنية أن يواجه مسؤوليته بصفته قائدا لكيان جماهيري كبير.
والأمير فيصل يعرف وقد مر بتجارب أن جماهير الأندية الكبيرة لا تقبل بالحال المايل أمامها وهى ترى فريقها ضحية لمدرب مفلس أحضره فكر انتهازي نجح في تمريره على الإدارة وكأن هذه الإدارة لم تبلغ بعد مرحلة النضج وهي التي مرت بمواقف صعبة خلال إدارتها للكيان النصراوي.