غلطة آسيا
قالت صحيفة الرياضية في عددها أمس الأول نقلا عن مصادر في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كشفت لهاعن غربلة شاملة ستطال روزنامة المسابقات الكروية فيما يتعلق بمواعيد انطلاق بطولاته بحيث تنتهي في موسم واحد على خلاف ما هو معمول به الآن حيث تبدأ في نهاية الموسم وتنتهي في الموسم الذي يليه.
وقالت المصادر إن النية تتجه لدى الاتحاد القاري لتقليص أو إلغاء عدد من البطولات الآسيوية الصغرى ككأس رئيس الاتحاد الآسيوي وبطولة غرب آسيا نظراً لافتقادها القيمة السوقية أو الفنية منذ انطلاقتها.
وهذا اتجاه جيد متى ما دخل حيز التنفيذ سيخدم آلية التنظيم بالتركيز على أهم البطولات الجاذبة للمعلنين .. فآسيا لكبر مساحتها وتباعد المسافات لاتحتمل أكثر من تنظيم بطولتين فقط هما أبطال الدوري وأبطال الكؤوس.
وهذا يعني أن إعادة انتشار البطولات الآسيوية أمر مطلوب ليتماشى مع إيقاع الزمن وتطور الأشياء.. لكن لم يرشح شيء عن غلطة آسيا ممثلة في اتحادها والغلطة متمثلة في تقسيم آسيا إلى غرب وشرق وفي ذلك حرمان لدول الغرب الأقل تطوراً من الاحتكاك بفرق الشرق الأكثر تطورا ويفترض إعادة الوضع الطبيعي بالتحام الغرب مع الشرق في كل الأدوار.
كما أن إقحام بطل الكأس كمتأهل رئيسي في دوري أبطال آسيا هو الآخرغلطة أيضا وأمر لايستقيم وتصنيف البطولات خاصة أن الاتحاد الآسيوي ينظم مسابقة لأبطال الكؤوس هي الثانية من حيث الأهمية في ميزان مسابقاته.
ويفترض أن تلعب الفرق وفق تصنيف البطولة التي حصلت عليها لا بالقفز غير المنطقي باللعب في مسابقة مختلفة تحمل اسما آخر وأبطال الكؤوس مكانهم الطبيعي المنافسة في مسابقة أبطال الكؤوس.
ومسابقة أبطال الدوري الآسيوية وهي الأهم والأكبر في القارة معلوم إنه يشارك فيها أندية تالية لبطل الدوري بعضها يصل إلى ثلاثة فرق مع البطل أو ما يعرف بتحديد المقاعد الآسيوية لكل دولة تقع في التصنيف الأول وتحقق معدلا مرتفعا من أدوات التقييم المعيارية الأحد عشر المعلنة والمعروفة.
ومشاركة فرق دون البطل في الترتيب لا أراه إجراءً عادلا لكل الاتحادات المحلية الآسيوية البالغ عددها 46 اتحادا تحت مظلة الاتحاد الآسيوي، وفيه إجحاف في حق الدول وفرقها الأبطال الذين يشاهدون فرقا غير بطلة للدوري في بلادها تشارك على حسابهم.
صحيح إن فرق الدول التي لم تشارك في البطولة لم تحقق الحد الأدنى لنظام تقييم الاتحاد الآسيوي للتأهل للمشاركة الذي لايقل عن 600 نقطة من أصل 1000 لكن استمرار العمل بمثل هذا الإجراء محل تفهم لاعتبارات فنية وتجارية.
يبقى القول إنه ربما هناك من سيقول إن الكرة في آسيا تتمركز قوتها فنيا وبنيويا وماليا في عدة دول محددة والغالبية دول دون ذلك من حيث المستوى الفني والبنية التنظيمية والتحتية وإنه لجر هذه الدول للتقدم لابد أن يكون لأبطالها مقاعد.
وهذه المقاعد ستكون على حساب المشاركين من غير الأبطال في بلدانهم والفرز لدوري المجموعات مع أبطال الصف الأول يتم بطريقة شبيهة بالملحق مع بعضها بحسب تصنيفها بحيث يحلون محل غير الأبطال لتكون البطولة للأبطال اسما على مسمى بدلا من فرق تشارك لاتحمل مسمى بطل الدوري في بلادها.
ومثل هذا القول معقول إلا أن الهدف الفني والتسويقي بات مقدماً على ما دونه رغم وجود أهمية لتطوير ما دونه بآليات أخرى غير إقحام أبطال دول فقيرة كرويا وبنيويا مع كبار آسيا لأن ذلك سيكون عبئا كبيرا على حساب قوة المسابقة فنيا وتجاريا وتسويقيا وجماهيريا أيضا بالإضافة إلى زيادة الكلفة المالية على المنظمين.