المحليان وحلم العالميه
الهلال والعين رغم سطوعهما على المستوى المحلي والإقليمي والقاري إلا أنهما لم يبلغا العالمية بعد، ويجوز القول إن المحليين وحلم العالمية أمام بوابة مفصلية وهما يلتقيان في دور الأربعة ذهابا الليلة في الرياض وإيابا نهاية الشهر الجاري في مدينة العين.
والمحظوظ منهما للاقتراب من بوابة العالمية بالعبور إلى النهائي القاري هو من يستثمر لقاءي الذهاب والإياب أو واحدا منهما بفوز مظفر يؤمن بلوغه المحطة النهائية لمقابلة بطل الشرق الآسيوي على اللقب القاري الناقل للعالمية ذهابا في الثامن والعشرين من أكتوبر وإيابا في الأول من نوفمبر المقبلين.
الهلال على أرضه الليلة مطالب من جماهيره بتحقيق الفوز على العين الإماراتي وتحسين فرص تأهله في لقاء الإياب، ولقاء الذهاب عادة وخاصة على الأرض ما يؤمن عبور الإياب بسلام وبارتياح وهو ما فعله الهلال في دور الثمانية عندما تغلب على فريق السد القطري وتعادل معه في الدوحة ليعبر بمكاسب الذهاب إلى دور الأربعة.
وتماسك الهلال الليلة واللعب بطريقة حذرة مع مراقبة مفتاحي الفوز في الفريق العيناوي المتمثل في المهاجم الإفريقي جيان وصانع الألعاب المدهش عمرعبد الرحمن والقبض على هذين اللاعبين الخطرين وشل حركتهما هو الأمان للشباك الزرقاء.
الهلال بطريقة مدربه الروماني ريجي يحسن التعامل مع المباريات الحاسمة، وقد فعل في دور الثمانية أمام فريق السد القطري بالهجوم في الرياض وتحقيق النتيجة الإيجابية وفي الدوحة حافظ على مكاسب الذهاب بتماسك فني جيد وبخطة الخنق الشامل لتحركات منافسه بتكثيفه خط الوسط بخمسة لاعبين كساتر أولي أمام خط دفاعه وصعب على منافسه المناورة في وسط الملعب بمضايقة كل تحركاته.
وقد يلعب الليلة بنفس الطريقة مع حذر أكبر كونه يواجه فريقا يفوق السد القطري من حيث الملاءة الفنية، وفي المقابل فإن فريق العين الذي يدربه الكرواتي زلاتكو يعرف كل مكامن القوة والضعف في فريق الهلال كونه أشرف على تدريب الفريق الأزرق الموسم قبل الماضي.
والأرجح أن زلاتكو سيلعب بخطة الدفاع المحكم مع الاعتماد على الهجمات الخاطفة برمي الكرات السريعة من قبل عموري إلى المهاجمين خلف خطوط الدفاع الهلالية التي يعيبها إلى حد ما ردة الفعل السريعة وخاصة في الجهة الدفاعية اليسرى.
ولأن اللقاء شبه نهائي على المقعد الآسيوي الغربي فمن غير المتوقع أن نرى مباراة مفتوحة من الجانبين فالحذر الشديد سيكون طابع اللقاء وحسن تصرف المدربين هو من سيقود إلى اقتناص النتيجة.
يبقى القول إن خواتم مشهد الذهاب الليلة ستؤشر بإضاءات لامعة إلى قرب صاحب الحظ من العبور للنهائي مستفيدا من نتيجة الذهاب، والهلال وقد تجاوز محطة صعبة وعبر إلى الأربعة وبقي الأصعب.
وحلحلة الأصعب تحتاج إلى حسابات فنية وجهد في الملعب بالتحضيرالجيد للقاء يقابله تحضير نفسي متوازن لامبالغة فيه بعيدا عن الحشو المحتقن الذي أضر بالفريق الهلالي في المواسم الماضية.
والهلال وقد بات قريبا من حلمه المزمن والمتعسر لقرابة عقد ونصف على مسافة قريبة من اللقب القاري الناقل للعالمية وبلوغ الهدف يستحق الرمي بكل الأوراق الرابحة الفنية بأداء محكم كما لوكان لقاءً نهائياً وبتحضير نفسي احترافي لتخفيف الضغط الجماهيري الهائل على اللاعبين لتحقيق نتيجة إيجابية في الذهاب تعين على حسم الإياب خاصة أن التوقعات تشير إلى امتلاء ملعب الملك فهد.