فتح بلا مفتاح
هناك من اعتبر فريق الفتح لكرة القدم بعد فوزه ببطولتي الدوري والسوبرموسم 2013 بأنه من الطفرات التي تنتفض وتفاجيء الجميع في صحوتها لكنها سرعان ما تعود إلى وزنها الطبيعي وتغيب عن مسرح البطولات لعقود.
وفريق الفتح الملقب بالنموذجي ويجوز أيضا أن يقال عنه (السوبري) كأول فريق يحقق البطولتين معاً لايمكن التسليم بأنه طفره مرت ولن تتكرر في الأجل المنظورإلا إذا انكفأ على نفسه بلا همه.
نعم الفتح حقق في ذلك الموسم عملاً فنياً استثنائياً وبجداره واستحقاق لكن عام الذهب تلاه عام عجاف يتماشى مع المثل العربي (ما طار طائر وارتفع إلا كما طار وقع) وهو مثل ليس على اطلاقه وإنما يدل على صعود عالٍ يعقبه هاوية.
وهو ماحصل عملياً لفريق الفتح اعتباراً من الموسم الماضي وظل في أخر الموسم المنصرم يصارع في اخره للبقاء في الممتاز بعد أن اتضح أنه أضعف من أن يدافع عن لقبه.
وفي الموسم الحالي لا مؤشرات تنبيء بصحوه جديده على غرار موسم الذهب وقد أتضح من الجولات الثلاث الماضية وهزائمها الثلاث أن الفتح بلا مفتاح يجلب له الفوز رغم وجود مفتاح انتصارته وماكينة خط وسطه اللاعب البرازيلي التون وهدافه الإفريقي دوريس سالمون بالإضافة إلى استقراره الإداري.
وهذا يؤشر بعلامة واضحة أن الفريق يعاني من آثار نفسيه تتطلب حلول غير فنية واثار فنية تتطلب عملاً فنياً جباراً يعيد صياغة خارطة الفريق الفنية بقوى مؤثرة مفعلة تعيد له روحه الفنية المفقودة.
والمؤشرات الأولية بعد مرور ثلاث جولات من الموسم الحالي تؤشر أنه ربما يكون يتجه إلى الأسوأ في نهاية المطاف مالم يحدث تغييراً فنياً في أدائه يحفظ له ما بناه في موسم مضى من صيت تجاوز الحدود إلى دول الجوار.
ثلاث هزائم متتالية وضعت (السوبري) في أسفل ترتيب الفرق ربما قد يكون غير محظوظ كونه لعب في البداية في جوله مقدمة مع الاتحاد وخسر بهدف ولعب تالياً مع الشباب وخسر بهدفين والخسارتان من فريقين كبيرين تعد عادية.
لكن أن يخسرعلى التوالي من فريق في وزنه الفني وعلى أرضه في الهفوف من الفيصلي بهدفين لهدف فذلك هو تأكيد مرضه أو ربما أن هناك خلل ما حدث في منظومته الإداريه والفنية.
والارجع أنها فنية تتمثل في هشاشة بنائه الفني المعتمد على 11 لاعبا دون اسناد احتياطي يجبر فقدانه لعدد محدود من لاعبيه انتقلوا إلى أندية أخرى وربما أن البطولتين خدرت الفكر الإداري والفني في الفريق وحدث الانكسار الفني.
يبقى القول إن الشكل الفني الذي شوهد عليه الفريق الفتحاوي ربما يتحسن قليلاً وهو تحسن محدود لا يجلب للفريق على الأرجح ميزة القدرة على المنافسة أن بقي على حاله دون امداد فني في فترة التسجيل الثانية في يناير المقبل.
وإدارة فريق الفتح التي هي إدارة الانجازات في عام 2013 قادرة على تلمس أوجاع فريقها بحكمة الطبيب نحو إخراجه من دائرتة السلبية ليعود إلى الواجهة الفنية من جديد كفريق بطل قادر على مقارعة الكبار كما كان في موسم ذهبي مضى.