كاشير mbc في الملعب
عانت الأندية السعودية المحترفة من الناقل السابق الحصري للكرة السعودية ومصدر المعاناة تأخر حقوقها بالأشهر وربما أكثر مما أربك ميزان مدفوعاتها والتزماتها تجاه الغير، وسبب لها صداعا مستمرا شعر بشدته وعان منه أكثر أندية الدخل المحدود وربما المفقود.
عوائد النقل التلفزيوني في السنوات الماضية مع القنوات السعودية الرياضية يجوز القول إنها كانت في حكم الديون المشكوك في تحصيلها للأندية وحتى أيضا لاتحاد كرة القدم الذي اكتفى دون تحرك برمي اللائمة على الغير.
وهناك من الأندية من رتب أموره وخاصة المقتدرة باعتبار عوائد إيرادات النقل غير مضمونة ولا يعول عليها في رصد الميزانيات السنوية لمقابلة الاحتياجات ..هذا إذا كانت هناك ميزانيات في الأندية مكتملة النمو وفق المعايير المحاسبية.
إعلان فوز أو ترسية النقل الحصري لدوري عبد اللطيف جميل وكأس الملك وكأس ولي العهد على mbc وقطعة صغيرة وباهتة من الكيكة للقنوات السعودية الرياضية الحليف الثاني في النقل على مدى عشر سنوات بقيمة 4.1 مليار عمل لاشك أنه برؤية جيدة تخدم الناقل والمستفيد في برمجة عمله.
وقيل في البيان الصحفي للصفقة الصادر عن الاتحاد السعودي لكرة القدم (ساف) الذي خلا من التفاصيل المهمة عن حقوق ونصيب الأندية ..(والكثير من المزايا المادية والفنية) والمعنى مبهم عن هذه المزايا وربما في (بطن الشاعر).
والمعلومات التي وردت في بيان (ساف) تقول إن قنوات مجموعة mbc تنقل مباريات دوري عبداللطيف جميل (الدوري السعودي) وكأس الملك وكأس ولي العهد فيما ستنقل بقية المسابقات كأس الأمير فيصل ودوري ركاء ودوري الدرجة الثانية ومسابقات الناشئين الشباب عبر القنوات الرياضية السعودية.
البيان سمى القنوات السعودية بحصتها الباهتة كحليف ثان مع مجموعة mbc ومقابل 50 مليون ريال سنوياً لنقل (البضاعة) غير الجماهيرية ولم يشر إلى أنه مبلغ قابل للزيادة سنوياً كما هو الحال مع الحليف الأول المتنامي عقده سنويا بواقع 10 ملايين ريال.
صفقة النقل التلفزيوني كما قالت الأنباء أدارها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد وهو المسمى بمهندس الصفقات الاستثمارية وهذا يعني أن جماعة (كراسة الشروط) من (ساف) خارج لعبة إدارة المفاوضات.
لكن هذا لايمنع من القول إن بعضهم صرح مبتهجا كما لو أنهم من أنجز هذه الصفقه والواقع أنهم (ساف) مثلهم مثل الأندية أصحاب الشأن لا يعلمون شيئا وقد خدموا من رجل بارع في هذا المجال.
الأندية الممتازة من المؤكد أنهم استبشروا خيرا وابتهجوا من العقد الحصري مع mbc حتى لو أنهم لم يعرفوا نصيبهم من عوائد النقل بعد ومصدر الابتهاج أن الناقل الجديد شخصية اعتبارية مستقلة ولا أعذار بيروقراطية منتظرة تؤخر صرف الحقوق ولا ننسى أيضا أن (ساف) ابتهج وهو الذي يعاني من ضائقة مالية أخلت بالتزامه مع الفنادق وباصات التأجير للمنتخبات لكنه للأمانة ملتزم بالصرف لـ(المستشار) لوبيز وأعوانه.
وأرجو ألا يذهب أي من الأندية إلى التفاؤل إلى أبعد مدى ويتخيل أن كاشير mbc سيكون في الملعب ويسلمهم شيكاتهم عقب المباراة، فالموضوع دونه توفر السيولة الكبيرة عند الناقل ورصد ما يقابل حقوق الأندية من مال دون انتظار لعوائد الإعلان.
يبقى القول إن التفاصيل حول حقوق الأندية التي يفترض ألا تقل عن 80% من العقد لم تظهر بعد ..والسؤال إذا ظهرت .. هل ستكون في حكم التنفيذ وفق العقد؟ ..أم أن متاعب الأندية من استلام حقوقها في وقتها دون إبطاء ستتكرر من جديد؟ تحتى مسمى أية حجة ولا أدري إذا كان العقد تضمن شروطاً جزائية تلزم النقل بالدفع الفوري حال حلول وقته.
كل ذلك سيتضح مع بدء كاميارات الملاعب في العمل، أما موضوع دوري ركاء وحقوقهم عند القنوات السعودية الرياضية ليس أمامهم إلا التحزم بالرئس عبد الله بن مساعد فهو القادر على اعتبار العقود محترمة لمن هم التزموا بها.
ولا أظن أن تعسر التأخير سيتكرر مع الموسم الجديد متى ما فهم أو أفهم (صندوق وزارة المالية) أن الناقل التلفزيوني ليس مقاول مشروع يخضع لآلية بيروقراطية قديمة.