رابطة الابتسامات والفلاشات
سيبدأ الموسم الكروي السعودي الجديد خلال أسابيع ولم تتضح الصورة بعد عن الناقل الجديد للمواسم المقبلة وسط ضبابية تحيط بموضوع ترسية النقل التلفزيوني، وعما إذا كان العطاء الأعلى هو الفيصل أو أن (الضوابط) هي من يحدد الترسية.
والإبطاء في الإعلان عن الناقل الجديد ماهو إلا مؤشر على أنه لا ناقل جديد والأرجح أنه سيتم التمديد للقنوات السعودية الحكومية لثلاث سنوات أخرى وربما بمرونة تتيح للناقل الحصري بيع جزء من حقوقه للقنوات الأخرى وخاصة اللقاءات الجماهيرية الكبيرة.
وهذا يعني استمرار صداع الأندية في تأخر استلام حقوقها من الناقل نتيجة الروتين القديم المتبع في وزارة المالية وهي من ألقي عليها اللائمة في كل تأخير خلال المواسم الثلاثة الماضية.
والكلام عن وجود لجنة تعكف على وضع كراسة الشروط ما هو إلا جهد ضائع، فموضوع النقل سيتم بالترسية على الأرجح دون طرحه في منافسة والتأخير في الحسم حتى الآن يعزز هذا الاتجاه.
والمتضرر من ذلك الأندية في المقام الأول فكل الأندية تأمل بناقل متمكن مليء يدفع أعلى سعر ويوفي بالتزامته المالية في وقتها دون تأخير يربك مدفوعات الأندية والتزاماتها لكن لا أحد يدافع عن حقوقها خاصة وأن النقل التلفزيوني في الدوريات الساخنة كما الدوري السعودي تمثل عوائد النقل دخلا جيدا للأندية.
وما يسمى برابطة دوري المحترفين ما هي إلا هيكل إداري ضمن هياكل الاتحاد السعودي لكرة القدم موجود على الورق بنظامها والمكاتب بموظفيها التقليديين وهي أي الرابطة أضعف من أن تقوم بدور لحماية مصالح الأندية والأقرب لها تسميتها بـ (رابطة الابتسامات والفلاشات).
وهذه الرابطة منذ قيامها تحت اسم هيئة دوري المحترفين عام 2009 وأصبح اسمها تالياً رابطة الأندية المحترفة لم تقم بما يكفي في دعم الأندية والترويج لها والمساهمة في حماية حقوقها.. وللتاريخ فإننا نرى عملا لها بوجود أقطاب اللجنة في المؤتمرات الصحفية يوزعون الابتسامات لفلاشات الكاميرات.
والتجارب الماضية تقول إن الرابطة عاجزة أيضا عن حماية العقود التي توقعها مع الغير والدليل ما حصل لقناة أبوظبي والقصة معروفة للرياضيين، وما حصل أيضا بين الـart والجزيرة (bein sport) عندما باعت الHولى على الثانية كامل حقوقها الحصرية والرابطة آخر من يعلم في ذلك الوقت وكذلك آخر من يعلم في ترسية النقل على القنوات السعودية والأرجح أيضا أنها ستكون آخر من يعلم بالناقل الجديد.
وإن كان هناك من ينتظر كراسة النقل التلفزيوني التي يقال إنها في لمساتها الأخيرة فإنني أميل إلى الاعتقاد بأن أغلبها ضوابط وشروط عامة مبهمة تفتقد إلى اللمسة الفنية الاحترافية الاستثمارية الذكية وتضعف من الجاذبية الاستثمارية الرياضية وتضر بمصالح الأندية، بل ستحتوي على شروط معطلة للاستثمار في هذا المجال.
والأرجح أن الكراسة المنتظرة لا تخلو من الوصاية على مهنية الناقل ـ إن قدر طرحها في مناقصة ـ الذي ينظر بعين استثمارية ومهنية تلبي متطلبات الجماهير من المعلومات والإثارة الايجابية والطرح القوي وحريص على احترام عقلية الجماهير ربما أكثر من حرص أصحاب كراسة الشروط.
يبقى القول إن التشدد في موضوع بيع الحقوق لناقلين محترفين سيدفعون أضعاف الأرقام المتداولة حاليا لا يخدم سوق الاحتراف المالي الرياضي ولا يخدم الأندية، كما أن التشدد في وضع الشروط الجزائية وتركها فضفاضة لايخدم العملية الاستثمارية ولا يلتقي مع مقومات الاستثمار الرياضي والقانوني الجاذب للاستثمار.
والملاحظ والذي يعيق الاستثمار في مجال النقل التلفزيوني هو عدم وضوح الصورة الكامله في نقل المسابقات الكروية السعودية فلا روزنامة محددة بالوقت تتيح للناقل برمجة نشاطه الفني والاستثماري على مدى سنوات عقده إضافة إلى مشكلات فنية في الملاعب تعيق أو تحول دون إنتاج عمل تلفزيوني كروي لافت.