اتحاد عيد (المنتخب) بلا ردة فعل
الجماهير الرياضية انتظرت ردة فعل صارمة من الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد على ما أقدم عليه بكل جرأة غير مسبوقة في الملاعب السعودية رئيس الشباب خالد البلطان من كسره لكل قرارات لجنة الانضباط عملا وفعلا وقولا، مما يعني أن اتحاد عيد (المنتخب) بلا ردة فعل.
وعادة في المواقف الحرجة التي يتعذر فيها الرد السريع والمباشر، هناك من يلجأ على الأقل كإثبات وجود إلى إصدار بيان حتى لو جاء بنص عائم كأن يتضمن نحتفظ بحقنا في اتخاذ الإجراءات المناسبة حيال ما أقدم عليه البلطان في الوقت المناسب..
ومثل هذه الصياغة لو صدرت لقلنا إن هناك إجراء منتظرا لكن السكوت لا تفسير له غير العجز والضعف والهوان وأن (الفاعل المتنفذ) أقوى من المشرع.
عيد يبدو أنه مركز على المعسكر السياحي الصيفي للمنتخب السعودي الأول المقرر في بلد المدرب الأسباني لوبيز كارو المتوقع فشله فنياً في دورة الخليج قبل الجمع الأكبر في أستراليا مطلع العام المقبل وهو معسكر لا معنى له على الإطلاق غير الشقاء للاعبين وهدر المال بلا عائد.
فلا مشاركات قريبة منتظرة خلال الخمسة أشهر القادمة.. فضلا عن أنه يأتي بعد نهاية موسم طويل وشاق يحتاج فيه اللاعبون إلى إجازة وليس إلى معسكر يزيد إجهادهم إجهادا.
يبقى القول إن الاحتفاظ بلوبيز مدرباً للأخضر السعودي في المرحلة المقبلة أشبه بالاحتفاظ ببطة عرجاء للمراهنة عليها في سباق للخيول، فكل التجارب السابقة وإن خدمه الحظ في التأهل لأستراليا تؤكد ضعف حيلة المدرب في الملعب وفي اختيارات اللاعبين وتوظيفهم فنياً.
لقد حكمت الظروف على جماهير الأخضر أن يروا المنكر الفني أمامهم من تخبطات لوبيزالمهينة لسمعة الأخضر والحضور الجماهيري المتواضع للقاءات المنتخب الماضية هو خير استفتاء على أن الجماهير غير راضية عن كل الجهاز الفني.
والكابتن سلمان القريني بكر في قراءة المستقبل واستقال بعد رفض الاتحاد السعودي توصيته بالاستغناء عن لوبيز وإحضار مدرب محترف لا مستشار فني منظر يتعلم التطبيق على الأخضر السعودي.
والملاحظ أن من لديهم القرار أشبه بالمتفرجين على سلوك المدرب ومن معه من فريقه الفني في المنتخبات السنية الأخرى ولا تلام الجماهير فمنتخب بلادها لايستحق أن يكون على الحال التي هو عليها حتى بات خارج دائرة المنتخبات المرعبة في آسيا بعد أن كان اسمه يملأ القارة الأكبر في العالم.
وكلامي هذا ليس عاطفياً بمجمله وإن كان فيه شيء من العاطفة فهي محبة الأخضر التواق مع كل جماهيره إلى عودته إلى سابق مجده بعمل جاد ومنظم فنيا وإداريا، وما ألمسه من معطيات واضحة أن لاشيء يمكن المراهنة عليه فلا مدرب فالح ولا نجوم الاحتياط الذين اصطفاهم لوبيز أفلحوا.
والتاريخ لن يعود مجددا للكرة السعودية إلا باستثمار نجوم العطاء من لاعبين وفنيين وإداريين ومدربين وغير ذلك سيكون التخبط والتجارب هو عنوان المراحل المقبلة كما هو عنواناً حزيناً لما مضى دفعنا ثمنه ألماً وحسرة.
وبلوغ الأخضر السعودي نهائيات أستراليا يتطلب إعادة النظر في الجهاز الفني حتى لا يكون الأخضر ضيف شرف إذا بقي جهازه الفني على رأس العمل وأراهن إن بقي لوبيز فإن الصدمة الأولى لجماهير الأخضر ستكون في دورة الخليج قبل أستراليا.
آسيا تعشق المونديالي
وتبقى إشارة خارج الموضوع (المقال كتب قبل لقاء الهلال والفريق الأوزبكي في طشقند مساء أمس) أن الاتحاد مساء أول أمس خالف معظم التوقعات وهزم الشباب بهدف في ذهاب دور الستة عشر الآسيوي وبمستوى جيد بدعم جارف من جماهيره في ملعب الشرائع القريب من مكة.
وبفوزه انفتحت للاتحاد بوابة دور الثمانية متى ما حافظ وعزز مكاسب الذهاب في مواجهة الإياب الثلاثاء المقبل في الرياض.. ويبدو أن الملاعب الآسيوية تعشق المونديالي خاصة وهو من الفرق ذات الصولات والجولات الإيجابية في ملاعبها وبلغ العالمية مرتين في العقد الماضي.
وبهزيمته في الذهاب بات الشباب الذي كانت معظم التوقعات تشير إلى عبوره إلى دور الثمانية قياساً على معطيات فنية سابقة بات في موقف صعب في لقاء الإياب فهدف اتحادي سيربك كل حساباته ويعقد مهمته وربما يفرض عليه المغادرة إلى الإجازة الصيفية.
وربما نشوة الذهب بفوز الفريق الشبابي على العملاق الأهلاوي في نهائي كأس الملك أثرت في التحضير الجيد للقاء الاتحاد بالإضافة إلى الزخم الإعجابي من اللاعبين للدور (العنتري) الذي لعبه رئيس الشباب في (الجوهرة).