البلطان (يطقطق) على (SAFF)
بلغ فريق الشباب المتوج بكأس خادم الحرمين الشريفين بفوزه على الأهلي بثلاثية في النهائي حد الابتهاج المتعدد الفوائد بالمشاركة بتدشين ملعب (الجوهرة) في مدينة الملك عبد الله الدولي والفوز بكأس الذهب والتأهل للعب مع النصر بطل الدوري على كأس السوبرالسعودية والمنافسة آسيويا على اللقب القاري بالتأهل المباشر لدوري المجموعات.
وضحية الشباب في ليلة تدشين (الجوهرة) هو الفريق الأهلاوي الذي لم يخرج فقط خاسرا الذهب بل إن الفوز الشبابي جرده من ميزة المنافسة على كأس السوبر والتأهل المباشر لـ(الآسيوية) وترحيله لمنافسات الملحق الآسيوي المؤهل لدوري المجموعات.
وهذا يعني أن الفريق الملكي وقلعة الكؤوس تلقى ثلاث ضربات موجعات ثمنا للفوضى الفنية التي كانت سائدة في صفوفه أمام انضباطية الشباب وظهر مفكك الخطوط بما فيها الأخطاء الفادحة لحارس مرماه التي جاء منها هدفان من الأهداف الثلاثة.
في حين أن الشباب المتوج بجدارة فنية داخل الملعب تعامل مع النهائي بكل ما يستحق من همة ونال الذهب كاستحقاق لجهده.
حدث آخر لافت في (الجوهرة) بظهور رئيس الشباب خالد البلطان قبل اللقاء وخلاله وبعده متحديا قرارات لجنة الانضباط التي قضت بإيقافه لمدة سنة وغرامة 300 ألف ريال ومنعه من دخول الملاعب ومرافقة فريقه وأيضا الحديث لوسائل الإعلام بصفته الاعتبارية.
والعقوبة جاءت على خلفية كلام البلطان لوسائل الإعلام عقب لقاء فريقه في ذهاب نصف النهائي أمام الاتفاق في الدمام الذي حمل إشارات عنصرية موجهة لأحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم.
خالد البلطان في تحد صريح ومباشر قولا وفعلا نفذ كل قرارت لجنة الانضباط عمليا لكن بعكس منطوقها، فقد حضر للملعب ورافق فريقه وصعد للمنصة واستلم كأس الذهب وصرح لوسائل الإعلام أيضا ليغطي كامل المشهد بما فيه البيان الإلحاقي الشارح للعقوبات.
لم يكتف البلطان بذلك بل (طقطق) ساخرا كما أشارت إيماءات يديه ورأسه في حديثه الإعلامي عقب اللقاء على لجنة الانضباط وهي إحدى لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم (SAFF) وهذا يعني باختصار أن البلطان (طقطق) على (SAFF) واستخف به وبكامل أعضائه ولجانه.
وتعهد بكل ثقة بدأ فيها وكأنه في مركز القوة بملاحقة لجنة الانضباط بالاستئناف بأسلوب الواثق من الانتصار على قرارات اللجنة وأبطالها وهو الذي أبطلها عمليا وتحداها في الملعب دون انتظار لقرار الاستئناف ودون أدنى اهتمام واحترام للقرارات الانضباطية وللاتحاد السعودي لكرة القدم أيضا الجهة التي تقع كل فرق كرة القدم تحت مظلتها.
لست هنا مع أو ضد إنما مع الإجراءات المبنية على لوائح ونظم لاتقبل الالتفاف حولها باستغلال نقاط ضعف أو هفوات قانونية تعطي لمن يقع عليه العقاب فرصة للسخرية منها وهو مافعله البلطان عندما شكر ساخرا لجنة الانضباط على قراراتها ضده.
ومن الواضح أن الثقة المفرطة في النفس التي كان عليها البلطان وهو يتحدث للإعلام مصدرها (ثقل إسنادي) وآراء قانونية تلقاها من محامي النادي من أن قرارات الانضباط تفتقد إلى التكييف القانوني الصريح المستند على اللوائح.
يبقى القول من خلال المشهد الذي ظهر أمامنا بتحدي البلطان لقرارات الانضباط والضرب بها عرض الحائط ونحن أمام أول حالة تمرد مجلجلة لرئيس ناد في الملاعب السعودية ننتظر تحركا لمواجهة ماحدث حماية لهيبة القوانين، وكان حري بالبلطان أن يستأنف دون الجاجة إلى استعراض (عنتري) قد يوظف ضده بمزيد من العقوبات وربما الشطب.
(شجاعة البلطان) وضعت لجنة الانضباط والاتحاد السعودي لكرة القدم بكامل أعضائه أمام اختبار حقيقي عن مدى قدرتهم في الدفاع عن قراراتهم وخاصة لجنة الانضباط التي خنقها تحدي البلطان وأظهرها أمام الرأي العام الرياضي أنها أضعف من أن تفرض قراراتها.
وبصراحة لا أظن أن البلطان متهور ليذهب بتحديه إلى أبعد مدى بنسف قرارات الانضباط بقرار آحادي (قدح) به مخه مالم يكن قد حصن نفسه من التداعيات المترتبة على خرقه للقرارات.
وبصراحة على ضوء ما حدث تذكرت أهازيج جماهير كرة القدم المصرية وهي تهتف ضد الفريق الخاسر(آعدين ليه ماتؤموا تروحوا) وخيارات لجنة الانضباط محدودة حسب الظروف المحيطة إما أن تحمي قراراتها أو تقدم استقالتها من كل الأنشطة الرياضية وهم الذين (قدحوا) البلطان بسنة إيقاف مع حزمة من الإجراءات ورد البلطان ليس (بقدحة واحدة بل بقدحات لكل نص ورد فيه عقاب له).