العنزي وهيجان التعصب
الحرص على المنتخب السعودي بالقطع لم يكن في دائرة اهتمام من أصيبوا بالهيجان والإسهال أيضا في تعاطيهم السلبي مع إبعاد نجم الحراسة السعودية اللاعب النصراوي عبد الله العنزي من قائمة الأخضرالذي لعب مساء أمس أمام منتخب إندونيسيا في الجولة السادسة والأخيرة ضمن دوري المجموعات المؤهل لأستراليا عام 2015 (المقال كتب قبل اللقاء).
العنزي باختصار تأخر عدة ساعات من الالتحاق بمعسكر المنتخب في الدمام بسب حجوزات الطيران التي واجهته خلال إجازته في لندن ..مدرب المنتخب الإسباني لوبيز أبعده عن القائمة دون أن يتريث لمعرفة الأسباب، إدارة ناديه أصدرت بيانا وضحت فيه الأمر بجلاء.
وهنا لن أتطرق إلى رعونة لوبيز في التعامل مع العنزي، مرة يعتبره الحارس الرابع في المنتخب وهو الأول في الحراسة السعودية، ومرة يرقيه إلى الحارس الثاني وهو الأكثر بروزا من بين كل الحراس، هذا هو لوبيز. والعارفون ببواطن الأمور الفنية يدركون أنه أضعف من أن يحسن تقييم اللاعبين واستثمار إمكاناتهم.
القصة هي قصة العنزي وهيجان التعصب بزعامة فرقة ساذجة شنت حملة على الحارس النصراوي القدير، ليس هدفها الصالح العام بقدرما هدفها حسب اعتقادها أو حلمها إنها قادرة على التأثير على الاتحاد السعودي لكرة القدم لتحريضه على عقوبة إضافية بإيقاف اللاعب، لعل ذلك يؤثر على فريقه النصر المتصدر للدوري فيما تبقى له من اللقاءات الثلاثة الأخيرة.
وهؤلاء يبدو أنهم لايدركون أن رجال الاتحاد السعودي لكرة القدم هم من خبراء الوسط الرياضي ونهجهم التعامل باللوائح وليس الأمزجة ويقرأون ما بين السطور ويميزون بين النقد الهادف والتجريح، وهم أكبر من أن يتجاوبوا مع مجموعة مارست ما يمكن تسميته بـ (البلطجة)، مستغلين منابر إعلامية بلا ضوابط مهنية وأدبية لإيذاء الحارس الكبير في شخصه وأصالته كواحد من أبناء البلاد.
لقد تعاملوا مع موضوع العنزي كما لو أنه ارتكب عملا مشينا في حق منتخب بلاده، وكل ما في الأمر أنه تأخرلسبب غير عائد له كما تأخر لاعبون من قبل لظروفهم وأبعدوا عن القائمة وذلك هو أقصى عقاب في مثل هذه الحالات.
إنها هيستيريا التعصب وفوبيا النصر المتجذرة في عقول البعض، ولاتفسير لهذا الهيجان المندفع غير ذلك من سلوك هذه النوعيات التي ابتلي بها الإعلام الرياضي منذ زمن وخلف من بعدهم أناس على شاكلتهم، والغريب أن هناك منصات بلهاء تستقبل هرطقاتهم وتتأثر بها وتسوقها في مواقع التواصل الاجتماعي.
إن مثل هذا الطرح الأهوج والأعوج الذي جاء على خلفية إبعاد العنزي يؤشر إلى الحالة المزرية التي وصل إليها من نصبوا أنفسهم مدافعين -وهم كاذبون- عن مصلحة المنتخب على نحو هائج وأهوج وفج أيضا.
يبقى القول وقد تجاوز الهائجون المدى ومعايير الرأي والرأي الآخر وصولا إلى التجريح في الأشخاص وأصالتهم والإساءة لهم بدوافع يغذيها التعصب الأعمى لفريق ومناهضة فريق آخرعلى حساب القيم الرياضية والمهنية مما يعني أنه لابد من مواجهة إساءاتهم بالطرق القانونية ردعا لهم ولمن يفكر في العبث من أمثالهم وتلك مهمة المتضرر في تحريك دعوى ضدهم.