(الغباريون) في الإعلام الرياضي
العاملون في مجال الإعلام الرياضي بتعدد وسائله هم جزء من مجتمعهم وليسوا آتين من كوكب آخر لنتهمهم لوحدهم بزرع بذور التعصب والاحتقان في الوسط الرياضي، وإن كانوا ساهموا فيه بتغذيته وفبركة القصص والاتهامات الفارغة ضد الغير دون أدنى مسؤولية أخلاقية وأدبية.
المشكلة في ثقافة شريحة ليست قليلة من مجتمع رياضي توارث سلوكا عاطفيا رجعيا يتنامى مع كل جيل قائم على تعظيم الفريق المفضل ونعت منافسه بسقط الكلام ومدخلات تراث من هذا النوع ولدت مخرجات مثلها وحضر الغلو وغابت الموضوعية وأنتجت جيلا مهيأ للطيران في (العجة).
وجيل (العجة) والعجة هي مفردة عامية محليه تطلق على كثافة انتشار الغبار في البيئة وهذا الجيل تسلل بعض منهم إلى وسائل الإعلام محررا أو مذيعاً أو كاتبا أو مخرجا ومصورا أيضا، وبقى رهين ثقافة المنشأ دون أن يحدث تطورا في فكره وهذا يعني أن (الغباريين) في الإعلام الرياضي هم جزء من مشكلة التعصب بممارساتهم العاطفية البلهاء التي تفتقد إلى الموضوعية واحترام الآخرين.
ولأنه جيل من إنتاج بيئة غبارية فلا ينتظر منه غير الغبار وهذا هو ما يلاحظ على (هرطقاتهم) نشراً وقولا في وسائل الإعلام، فهذا هو فكرهم الذي أسس على العواطف المندفعة التي تقابل من مثل شريحتهم بالإعجاب فكان التمادي وكانت اللا مبالاة باحترام فكر الشريحة العقلانية الموضوعية.
ولو فكر أي منهم أنهم ما هم إلا عازفي كلمات (غبارية) تطرب من هم مثلهم وتلقى الاستهجان من الشريحة الراقية والموضوعية في المجتمع التي تحكم وتحلل بمنطق عقلي لا عاطفي مبتذل لربما أن هناك أملا بيقظة توقف لعلها تعيد إصلاح ووزن ما خربته البيئة (الغبارية).
يبقى القول إن المتابع للساحة الرياضية المبلية بـ (الغباريين) يلاحظ أن التعصب الرياضي بلغ مبلغاً غاب فيه العقل إلى حد كبير وأصبحت العواطف المحتقنة هي لغة التخاطب السائدة والعزف على وتر التعصب هي النغمة التي تطرب بيئة الغباريين.
والشباب هم الأكثر تعاطياً مع الرياضة ويمثلون ما يزيد على 70% من السكان وجماعة البيئة الغبارية ليسوا قلة بل ربما هم الأكثرية في الساحة الرياضية وذلك مؤشر خطر إذا استمرت العواطف على النحو السائد حاليا هي لغة التواصل والحوار مع المجتمع الرياضي.
والغباريون ممن يعملون في المجال الإعلامي طاب لهم على ما يبدو شطحاتهم وهرطقاتهم وعنترياتهم وهم يقابلون بالتصفيق الأبله من فئة بيئتهم الغبارية من أصحاب المنصات البلهاء التي تستقبل القيل والقال وتنساق وراءها دون تفكير.
وهؤلاء في الاتجاهين لا يقعون في دائرة الاحترام بل إن سلوكهم مستهجن عند أصحاب العقول الرياضية الفطنة التي تحسن قراءة السطور وما بين السطور وتحلل مضامين الأقوال.
ولو فكر (الغباريون) من مصدري التعصب والاحتقان ـ وأشك أنهم قادرون على الخروج إلى الضوء ـ إنهم أشبه بالمشائين بالنميمة لربما حدث تطور إيجابي نحو الأحسن.