طبيعي أن يكون العالمي البطل
كل المؤشرت منذ بداية الموسم الكروي كانت تنبيء أن نصرا مختلفا قد حضر إلى الساحة الكروية بترسانة نجوم بارعة لاقبل لأحد من الأندية الأخرى بمجاراتها فنيا، بل يجوز القول إن قوة النصر بنجومه الأساسيين والاحتياطيين تفوق ثلاثة أضعاف أقرب منافسيه.
واستهل العالمي نشاطه المميز بالانتصارات المتتالية دون هزيمة حتى الجولة 20 من دوري عبد اللطيف جميل، محتفظا بكل الامتيازات لصالحه إداريا. وقد عملت إدارته على تجهيزه بإبرام أكبر الصفقات في تاريخ البلاد الرياضي بالتوقيع مع النجم يحيى الشهري بقرابة الخمسين مليون ريال، ووفرت بيئة ناجحة للعمل، وفنيا ورقميا يتصدر الفريق كل الأرقام كأقوى هجوم ودفاع وحراسة.
فكان من الطبيعي أن يكون العالمي البطل وله الغلبة في أية منازلة كروية في أرض الميدان، وهو الفريق الذي يملك كل أدوات التفوق الفني والإداري فكان له ما أراد مساء السبت الماضي حينما تغلب على الهلال في نهائي مسابقة كأس ولي العهد بهدفين لهدف، وتوجه راعي المناسبة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالكأس والميداليات الذهبية والفضة للهلال.
والعالمي وهو يستهل نشاطه الإنجازي بتحقيق أولى بطولات الموسم الكروي المحلي يستحق الثناء لأنه عاد قويا وتجاوز مراحل عصيبة عصفت به في السنوات الماضية وفرض نفسه تحديدا هذا الموسم على المعادلة الكروية السعودية كفريق أعاد الكثيرمن هيبته الفنية المعروفة عنه في ما مضى من سنين.
والثناء الإعلامي المحلي والخارجي الذي صاحب أداء العالمي من بداية الموسم لم يأت من تعاطف مع تاريخه الثمين أو مع شعبيته الجارفة، بل كان نتيجة أداء فني منضبط في الملاعب ونجاح إداري في خلق بيئة عمل منتجة أول حصادها كأس ذهبية وتفوق مطلق على الآخرين في مسابقة دوري عبد اللطيف جميل بتصدر الفريق بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه.
والنصرالبطل، وقد تجاوز بأدائه الجميل وقدرته على الحسم والتعامل مع كل ظروف اللقاءات مرحلة التشكل الفني وبلغ مرحلة الانضباط الفني والفكري أيضا بتأصل نغمة الفوز والانتصارات في عقول لاعبيه ورفضهم الخسارة وكل المؤشرات الإيجابية الإدارية والفنية تؤكد أن ربيعا نصراويا بدأ بحصد البطولات وقد بدأ مع أولى بطولات الموسم.
وصاحب تاريخ بطولي وحضوركحالة النصرعلى المستوى المحلي والإقليمي والقاري والعالمي، الكل في داخل البلاد وخارجها من محبيه ينتظرون موسما ذهبيا مميزا للفريق، وهو القريب جدا من بطولة الدوري لاستعادة أمجاده وفرض تواجده الدائم أمام الذهب في الاستحقاقات المحلية والقارية.
يبقى القول إن الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر فعل هذا الموسم الأسباب التي تقود للنجاح وجهز فريقه بكل الأدوات التي تقود للنصر، وكان له ما أراد بالاستفتاح بأولى بطولات الموسم بعد سنوات مضنية من الجهد البدني والعقلي والمالي، ويستعد لجني ثمار جهد موسم كامل بفوز فريقه ببطولة الدوري وهو الأقرب لها من أي فريق آخر بنسبة كبيرة جدا.
والرئيس فيصل لم تأخذه عاصفة الفرح الصفراء ونسي ما هو قادم من استحقاقات لفريقه وأكد لوسائل الإعلام في حينه (اليوم نفرح وغدا نواصل المشوار وقوله حققنا المهم وبقي الأهم) إدراكاً منه بأهمية المرحلة المقبلة لفريقه التي تتطلب التحضير الفني والمعنوي الجيدين لمواصلة النجاح والحصاد.
وتبقى إشارة أن جماهير العالمي بوقفتها القوية مع فريقها بكل وسائل الإبداع الفني إنشادا وبلوحات فنية متقنة العرض يسجل لها أنها ساهمت بفعالية في عودة فريقها لمنصات الذهب بوقفتها معه في الضراء والسراء، فلها التهنئة على إنجاز العالمي وحظ باسم للهلال وجماهيره في المنافسات المقبلة وقد فعل نجومه كل مايمكنهم فعله للفوز لكنهم واجهوا قوة فنية نصراوية لاقبل لهم بمقاومتها.