زحمة الثالث ورهبة الـ 13
إذا افترضنا صعوبة التسليم بعثرات مؤثرة يتعرض لها النصر المتصدر(39) نقطة ووصيفه الهلال (35) نقطة تقربهما من بقية الأندية للحاق بهما للفارق النقطي الكبير يجوز القول إن سلم الدوري تجزأ إلى ثلاثة أجزاء.
الجزء الأول يضم النصر والهلال كونهما يغردان خارج السرب فارضين تنافساً ثنائياً مبكراً على لقب دوري عبد اللطيف جميل مع انقضاء خمس عشرة جولة من أصل ست وعشرين جولة.
الجزء الثاني يضم ثمانية فرق من الثالث الذي يتمركز فيه الشباب والتعاون بثلاث وعشرين نقطة وحتى الترتيب العاشرالذي يقع فيه الفتح بسبع عشرة نقطة والفارق النقطي بين الثالث والعاشر ست نقاط فقط وسيكون هذا الجزء محور تنافس شديد على المركزين الثالث والرابع بين الفرق الثمانية للظفر بالمربع الآسيوي.
الجزء الثالث يتصارع فيه أربعة فرق ليس من بين أولوياتهم القفز إلى الجزء الثاني وإنما تأمين حد كاف من النقاط يبعد عنهم شبح السقوط إلى مصاف أندية دوري ركاء، والمؤشرات الأولية تنبئ بأن فريق النهضة قد هبط قبل الأوان وهو الذي يقع في ذيل الترتيب بست نقاط وبفارق تسع نقاط عن العروبة صاحب الترتيب الحادي عشر وثماني نقاط عن الشعلة والفيصلي وكلاهما له أربع عشرة نقطة.
وهذا يعني أن فريق النهضة هو الأسوأ حظاً من بين فرق الجزء الثالث ومؤشرات صمود للبقاء ضعيفة جدا على ضوء تواضع أدائه وعجزه عن الفوز طيلة الجولات الماضية ويبقى رعب الهبوط إلى الدرجة الأولى لمرافقة النهضة يهدد العروبة نقطة والفيصلي والشعلة.
وبحسب الشكل التسلسلي للفرق ودوائر المنافسه فإن الجزء الثاني سيشهد زحمة في المنافسة على المركزالثالث بين الفرق الثمانية التي تتطلع بعد تضاؤل وربما انعدام فرص منافستها على اللقب إلى حظوة المركزين الثالث والرابع لنيل بطاقة التأهل لبطولة أبطال الدوري في القارة الآسيوية.
والتنافس الثماني على بلوغ (الآسيوية) يعد محفزا قوياً يدعم القول إن طابع الإثارة التنافسية سيكون قوياً لتقارب النقاط بين الفرق الثمانية في حين أن الصراع المرير بين أندية ذيل الدوري سيكون حاداً للهرب من رهبة الرقم 13 في نهاية المطاف لتجنب الرحيل للأولى مع فريق النهضة صاحب الترتيب الرابع عشر والأخير مما يعني أن هناك زحمة على المركز الثالث ورهبة من الـ 13.
ومع انطلاق الجولة (16) مساء اليوم وغدا لا ينتظر أية اختراقات بصعود فريق من الجزء الثالث للثاني وإن كان الفتح (17) نقطة يقع على حافة الجزء الثالث فيما لو خسر مساء اليوم في الهفوف من الاتحاد (20) نقطة وفاز فريق العروبة (15) نقطة على الأهلي (21) نقطة في الجوف عصر غد الجمعة.
غير أن الأوضاع الاتحادية المتلاطمة فنياً وإدارياً لا تنبئ بقدرة فريق يمر بهذه الظروف أن يهزم الفتح حامل لقبي الدوري والسوبر وهو الذي يحاول أن يظهر جديته للتعويض بالنتائج والمستوى بعد عجزه في الدفاع عن لقبه.
والنصر المتصدر ووصيفه الهلال سيكونان تحت الأنظار مساء اليوم وغدا حيث الهلال بجبروته وتكامله الفني يواجه الفيصلي المهزوز فنياً في الرياض بعين حمراء على الثلاث نقاط ولا غيرها سيسمح الهلال بذلك لتعزيز مقدرته التنافسية للبقاء قريبا من المتصدر.
وفي الدمام يسعى النصر للمحافظة على امتيازاته مغردا في الصدارة وبلا هزيمة في لقاء بين القمة والقاع يجمعه مع فريق النهضة الذي سيحاول أن يفعل شيئا أمام المتصدر فإن تحقق له وفجر قنبلة العام الجديد الكروية فهذا يعني حدوث أم المفاجآت بالإطاحة بالنصر وإلحاق أول هزيمة به.
يبقى القول إن مركز الأبصار في الجولة يقع على العالمي المبهر بأدائه الجميل وحدوث تفريط نصراوي في النتيجة أمر مستبعد رغم أن الموازين الفنية ليست بالضرورة هي من يحسم اللقاءات، فكم من فريق متهالك جاهد على المستطيل الأخضر وحصل على ما يريد من أمام فرق تفوقه في القوة.
ويعزز استبعاد مفاجأة النهضة الحالة المتوقدة فناً للفريق النصراوي بقوته الضاربة وشخصيته المهيبة الرافضة للتفريط في النتائج والإفراط في الثقة كما هو ملاحظ من خلال لقاءات النصر هذا الموسم وانتصاراته المتوالية واحترامه للخصم مهما كان وضعه الفني.