جولة العواطف
في الجولة الثانية عشرة من دوري عبد اللطيف جميل، عاد وضع التحكيم إلى الواجهة الإعلامية من جديد على خلفية ما قيل إنها أحداث غير عادية في لقاء النصر والشباب مساء السبت والمنتهي بفوز الأول بثلاثية.
ومن خلال مشاهدتي للقاء لم يكن الحكم الدولي مرعي العواجي سيئا إلى درجة من السوء تتناسب وما قيل عن أدائه في الملعب، فقد قاد مباراة حساسة على درجة كبيرة من الأهمية للفريقين وخاصة الشباب الطامح بالاقتراب من الصدارة لإبقاء حظوظه في المنافسة على اللقب قوية.
والكلام عن عدم صحة ضربات الجزاء للنصر إثر سقوط عبده عطيف كلام غلبت عليه العاطفة أكثر من الرأي الفني وتقدير العواجي للضربة كون اللاعب النصراوي تعرض للإعاقة من المدافع الشبابي دخل منطقة الثمانية عشر، هو أمر يقرره الحكم في أجزاء من الثانية، والإعاقة حدثت والحكم قدر وقرر.
وضربة الجزاء النصراوية ليست الأولى لكي تثار حولها هذه الضجة الكبرى، فقد احتسبت ضربات جزاء لمجرد تلامس وليس إعثاراً كما حدث للاعب النصر، وأنا هنا لا أبرر صحة احتساب الضربة ولكنني أميل إلى أن تقدير العواجي صحيح على ضوء ما شاهدت في الإعادة البطيئة.
أما حكام الاستديوهات الذين بدا على بعضهم التأثر من النتيجة فلا يعنيني رأيهم الملون ولن استشهد برأي عاطفي حول صحة ضربة الجزاء من عدمها، ولو أن مثل هذه الضربة احتسبت لصالح فريق ذلك المحلل التحكيمي لدافع عنها ولهم سوابق في ذلك.
أما هدف النصر الثاني فهو يحتمل الاثنين بالتساوي، أي أن هناك شكاً في وقوع اللاعب النصراوي الذي سجل الهدف في موقع تسلل أثناء انطلاقة الكرة والخط الفاصل لكاميرا النقل لم يكن من زاوية دقيقة تحدد أي من اللاعبين أقرب للمرمي فكلهم تقريبا على خط واحد لكن يلاحظ أن هناك لاعبا شبابيا في جهة مساعد الحكم ربما كسر التسلل.
إذاً الحملة الشرسة على الحكم العواجي مردها كما ظهر من الاحتقان الذي غلب على أسلوب المتحدثين إلى تأثير النتيجة على البعض وانجرافهم خلف عواطفهم في إصدارالأحكام وليس بسب تأثير التحكيم على النتيجة، وهو أمر متوقع في كرة القدم بعد الخساره للتبرير والتشكيك، مما يدفع إلى القول بتسمية هذه الجولة بجولة العواطف.
واللافت المضحك أن التهكم والسخرية عادت من جديد، لكنها هذه المرة بثوب بدائي، فليس كل من حاول الانتقاد بطريقة ساخرة يملك إمكانات الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال في توظيف الكلمات في قالب أدبي جاذب، ولنقل يطرب متذوقي الأدب شكلا لامضمونا، على اعتبار أن التهكم على خلق الله مذموم.
وما سمعناه من رئيس الشباب خالد البلطان الذي حاول أن يتقمص ويحاكي لغة ابن مساعد لأمر يدعو للشفقة على (ثروة البلطان اللغوية)، فقد حاول الاستعراض بمفرداته وأضحك وليس في كلامه من لغة السخرية الأدبية شيء وإنما هي أقرب إلى لغة السخرية السوقية.
يبقى القول إن نتيجة النصر والشباب أبقت العالمي متفردا ومغردا وبلاهزيمة في صدارته بثلاثين نقطة بفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه الهلال وتسع عن المنافس الثالث الشباب وإن كان الأخير زادت المسافة بينه وبين المتصدر إلا أنه باق في دائرة الترشيح كواحد من أفضل الأندية القادرة على الصمود والمواصلة على أمل تعثر النصر والهلال والطريق أمام المتنافسين لازال طويلاً.
والنصرمغرد بأدائه الجيد رغم الغيابات المتكررة في صفوفه يوشك على إنهاء الفصل الأول من الدوري بمكاسب ثمينة تتطلب حصانة فنية وإدارية للمحافظة عليها كوقود معنوي له في الفصل الثاني الذي ستكون فيه المنافسة أشد شراسة من الفصل الأول.
وتبقى إشارة أن فريق الشعلة واصل لفته للأنظار في الجولتين الماضيتين بجمع أربع نقاط من لقاءين كبيرين، الأول مع الهلال بالتعادل بهدفين والثاني بفوزه على الاتحاد بهدفين لهدف جامعا لأول مرة ثلاث نقاط بفوز ثمين مستفيدا من الجروح التي أثخنت جسم عميد النوادي.