الرقم المحيرللجماهير
تعداد الحضور داخل ملاعبنا يبقى رقما محيرا للجماهير الحاضرة والمتابعة لكرة القدم في ملاعبنا حتى تتضح الحقيقة. والملاحظ أن الحضور في المدرجات يبدو أكبر بكثير من الرقم المعلن داخل الملعب في كل مباراة في الغالب، وآخر ما يثير الاستغراب ذلك الرقم المعلن في لقاء النهضة والهلال مساء الجمعة في الدمام.
فقد أعلن أن الرقم يبلغ 5500 في ملعب يتسع لـ 22 ألفاً والواضح من التغطية الجماهيريه لمدرجات الملعب أن رقم الحضور يفوق بكثير الرقم المعلن، وهو ما أدهش نائب رئيس نادي النهضة موفق السنيد في حديثه الإعلامي بعيد اللقاء، وقدر أن عدد الجماهير لايقل عن عشرة آلاف مشجع.
وهذا يعني بحسب تقديرات السنيد أن المفقود إحصائيا يعادل نصف الرقم المعلن مما يدفع إلى التساؤل عما إذا كان هناك تلاعب في التذاكر أو لنقل تسرب في دخول أعداد ليست قليلة من الجماهير دون قطع التذكرة.
وتكرارإعلان أرقام إحصائية تثير الدهشة والاستغراب في ملاعبنا بات أمراً لافتا في كل الملاعب، ووضع كهذا يتطلب من الجهة المنظمة التحري بدقة عن الأسباب التي تعلن فيها أرقام لاتعبر عن حقيقة التواجد الجماهيري.
إنه من المؤسف جدا أن تعلن أرقام أمام الأشهاد لاتمثل الواقع على مقاعد المدرجات ومع ذلك لم نسمع أو نقرأ عن تحريات لمعرفة الأسباب حول تناقض الرقم المعلن مع ما تراه العين وترك الأمر على حاله يغذي تكهنات من أن هناك ثمة تلاعب أو إهمال تدفع ثمنه الأندية المستفيدة من الكثافة الجماهيرية.
كما أن تواضع الرقم في المحصلة النهائية لايخدم سمعة الكرة السعودية من حيث الجاذبية الجماهيرية، ويؤثر أيضا سلبا على قرارات الاستثمار الرياضي التي يعد الجمهور من أكبر محفزاتها.
وبحسب موقع إحصائيات الدوري السعودي فإن عدد الجماهير حتى الجولة الحادية عشرة بلغ 355629 بمعدل 4445 لكل مباراة ويعد هذا الرقم متواضعا وربما يكون الرقم الحقيقي يزيد بثلاثين في المائة عن هذا الرقم أو أكثر متى ما تم ضبط عملية الإحصاء بشكل دقيق.
يبقى القول إن ضبط سوق التذاكر ومراقبة عملية دخول الملاعب أمرتفرضه مصلحة الأندية وكل المستفدين من دخل المباريات بما فيهم الاتحاد السعودي لكرة القدم، والتفرج طيلة المدة الماضية بما فيها الأعوام السابقة دون تحرك لايعني إلا أن هناك بلادة إدارية في ملاعبنا أو أن هناك ما هو أسوأ من البلادة.
وتبقى إشارة لها علاقة بالجماهير وهي مايلاحظ على بعض مخرجي اللقاءات من انحياز لفرقهم دون أن تكون هناك عدالة في حركة الكاميرا نحو الجماهير، صحيح المخرج سيشد نظرة الجمهور المتفاعل مع اللقاء وفي ذلك شطارة فنية من المخرج لكن لايعني ذلك بخس الجمهور الآخر حقه بتجاهله أو محاولة إخفاء انتشاره داخل الملعب والتركيز على زاوية لاتعبرعن واقع المدرج.
وتبقى إشارة أخيرة أن لقاء النهضة والهلال في الدمام المنتهي بهدفين لهدف كاد أن ينتهي بصاعقة ثانية للضيف القادم من الرياض بعد صاعقة الشعلة في الخرج المنتهية بهدفين كان الهلال فيها الباحث عن التعادل، والمشهد كان قريبا من الحدوث في الدمام لولا الخطأ البدائي الذي وقع فيه حارس النهضة في أواخر الشوط الثاني بانقلات الكرة من يده لتصطدم بلاعب الهلال نيفيز وتدخل المرمى كهدف فوز هام وثمين أراح الفريق الأزرق من قبضة أندية القاع.