(لاتكلمني.. كلمني)
لاشيء يمكن أن يكون محور اهتمامات الرياضيين إعلاميا وجماهيريا غير لقاء الغد الذي يجمع الهلال(22 نقطة) والنصر(21 نقطة) ضمن الجولة العاشرة من دوري عبد الطيف جميل الذي يعود للعمل مساء اليوم بعد توقف لحساب المنتخب السعودي الذي نجح بالبطاقة الأولى في بلوغ نهائيات أمم آسيا في أستراليا مطلع سبتمبر عام 2015. وديربي العاصمة الكبير هو لقاء فني وجماهيري وإعلامي بامتياز وكل الأنظار ستتجه مساء الغد إلى ملعب الملك فهد لمتابعة لقاء يتوقع أن يكون ساخنا فنيا خاصة بعد نجاح النصر هذا الموسم في فرض معادلته الفنية كفريق متكامل يختلف عن ما مضى من سنوات كانت فيه الكفة الفنية تميل للهلال. واللقاء يبلغ درجة عالية من التنافس كونه لقاءً تنافسيا تقليديا مستديماً ويسخنه هذه المرة أكثر أن الفريقين يقعان في دائرة التنافس المحتدم على صدارة الدوري بعد احتكارهما لمركز الصدارة هذا الموسم، فمرة يتصدر الهلال ومرة يتصدر النصر. والهلال المتصدر بفارق نقطة عن منافسه النصر يواجه مساء الغد ضغطا كبيراً من جماهيره للمحافظة على الصدارة إذ إن انتزاعها منه لن يكون أمراً هينا على جماهيره التي عانت من صدارة النصر وهيمنة جماهيره على المشهد في مواقع التواصل الاجتماعي بعد إطلاقها للهشتاق الشهير العابر للحدود (متصدر لاتكلني). وعلى الرغم من تصدر الهلال في الأسابيع الماضية إلا أن هشتاق جماهيره (متصدر كلمني) لم يبلغ من الصيت والجاذبية لوسائل الإعلام والجماهير ومواقع التواصل ما بلغه هشتاق جماهير العالمي الذي بات ظاهرة تحدثت عنها وسائل الإعلام في الداخل والخارج. ومن هنا يجوز القول (متصدرلاتكلمني ومتصدر كلمني) سيكونا حاضرين في الملعب وخارجه ويحدد وهجها نتيجة اللقاء، ففي حالة فوز النصر على الهلال واستعادته الصدارة من جديد هذا يعني أن الهشتاق سيعود للخدمة مجددا مدعوما ببريقه السابق من جماهيرالعالمي التي تعشق التسخين والإثارة وتمتلك بحكم هيمنتها على مواقع التواصل الاجتماعي قوة جذب فعالة في تسويق هشتاقها الذائع الصيت. وفوز الهلال يعني انفراده بالصدارة بفارق أربع نقاط عن منافسه النصر وفي ذلك الأمل من جماهيره لتعطيل المنافس وتوسيع الفارق النقطي معه وأيضا إطفاء وهج الهشتاق النصراوي حتى ولو إلى حين. والفائز في لقاء الغد سيكون في وضع مريح إلى حدما والخاسر سيخيم الألم نفسياً عليه وقد يعيق مسيرته في المقبل من اللقاءات إن لم ينجح في التخلص أي منهما من آثار الهزيمة إن لم ينته اللقاء بالتعادل، وهو أمر وارد سيبقي الأوضاع في سلم صدارة الترتيب كما هي. لكن من المؤكد بحكم المنافسة التقليدية وعلى الصدارة هذا الموسم إن الخاسر سيعاني من تداعياتها معنويا وفنيا وسيبقى تحت ضغط نفسي مزدوج في كل اللقاءات المقبلة التي سيخوضها، فهو سيفكر في كسب اللقاء وعينه الأخرى على لقاءات منافسه على أمل تعثره. يبقى القول إن لقاء الهلال صاحب الأرض والنصر على أي نحو يكون الفريقان فلابد أن يكون مثيرا وجاذبا للمتابعين في الداخل والخارج خاصة أن طرفيه من أندية المتابعة القوية محليا وخارجيا. والغالبية تتوقع لقاءً عالي الجودة الفنية لتكامل صفوف الفريقين مع رونق جماهيري كثيف الحضور متوقع زحفه إلى أكبر الملاعب في البلاد الذي يتسع لـ70 ألف متفرج.