المجاملة لدرجة الصمت
بطبعي لا أحب المشاركة في استفتاءات (الأفضلية) التي تتسابق الكثير من الوسائل الإعلامية لإجرائها نهاية كل موسم. ـ ودون أيّ تردد أقول إن سبب رفضي المشاركة فيها هو أننا (في العالم العربي) لا زلنا وبكل أسف (حساسين) تماماً عندما يقول الآخرون رأيهم في مثل هذه الاستفتاءات. ـ بوضوح أكثر فقد علمتنا عاداتنا وتقاليدنا أمراً أراه (في بعض الأحيان) غير محبب وهو (المجاملة). ـ ربّما نحتاج لأن نجامل في بعض المواقف من باب اللباقة والأدب لكن عندما تمتد المجاملة لتغير في رأينا أو تدفعنا لقول غير ما نؤمن أو نقتنع به فهنا تكون المجاملة خصلة ضارة للغاية. ـ ما يحدث في (كثير) من استفتاءاتنا الرياضية هي آراء إما ناتجة عن (تعصب) لنجم أو فريق أو (مجاملة) لنجم أو فريق أو (امتناع) عن طرح الرأي خشية ردة فعل من ذلك الشخص أو أنصاره أو أنصار الفريق. ـ دققوا في كثير من الاستفتاءات لتجدوا (المجاملة) أو في مواقف عدة (الامتناع) عن إبداء الرأي عندما يكون الأمر يتعلق بسلبية الأداء (مثلاً أسوأ لجنة أو أسوأ معلق أو أسوأ محلل) تجد الإجابة (امتناع) وهذا نتاج طبيعي للمجاملة واللباقة رغم أن الرأي هناك يتعلق بعمل وليس بشخص والرأي قد يكون نقدياً الغرض منه تقويم عمل الفرد أو اللجنة. ـ جميل أن نكون مجاملين (من خلال الاحترام والتقدير) لكن ليس جيداً أن تصل فينا (المجاملة) إلى أن نكون (غير) قادرين على قول آرائنا في الآخرين بصراحة تامة. ـ ربّما يكون من أسباب هذه المجاملة (ضعف) مستوى الوعي لدى ذلك اللاعب أو المعلق أو المحلل لذلك يقرر المستفتي أن يمتنع عن الإجابة. ـ باختصار أقول إن (المجاملة) التي تبني في شخصياتنا (عدم) القدرة على قول الحق والصراحة هي مجاملة سلبية تهدم الشخصية، ونتمنى أن نستفيد من العالم المتحضر الجرأة في قول الرأي وتقبل الرأي من الآخرين. ـ لا نحتاج مثل هذه الاستفتاءات إذا كانت مبنية على (تعصب) أو (مجاملة) أو (صمت).