ميثاق الشرف وشفافية الهيئة
تحتدم المنافسة بين الأندية السعودية في استقطاب اللاعبين الأجانب، بدعم غير مسبوق من هيئة الرياضة التي تتولى تسديد فواتير أغلب هذه الصفقات.
إلا أن الغريب في الأمر هو سماح الهيئة للأندية بخرق ميثاق الشرف المعلن سابقًا، واعتباره جزءًا من الماضي كما قال تركي آل الشيخ رئيس الهيئة في إحدى تغريداته عبر تويتر؛ فكيف تسمح الهيئة بدخول الأندية في مزايدات على لاعب واحد، وفي النهاية سيكون الدفع عبر مصدر واحد؛ ما يرهق ميزانية الهيئة والدعم الحكومي المقدم لها.
دخل الهلال والنصر تحديدًا في سباق على بعض النجوم، وحدثت المزايدات كما في صفقة عموري التي حسمت للهلال، وكما يتردد أيضًا عن دخولهما في مزايدات على اللاعبين البرازيلي جوناس والكاميروني أبو بكر.
قد يعترض بعضهم على هذا الطرح، مؤكدين أن سعود السويلم يدفع في بعض الصفقات من جيبه الخاص، بينما يعتمد الهلال في تعاقداته على دعم الهيئة، خاصة أن رئيسه سامي الجابر لا يملك الملاءة المالية على المستوى الشخصي. وهذا أمر غير صحيح؛ فالجابر يملك ميزانية سنوية تفوق المئة مليون ريال، من خلال رعاته الكثر متفردًا عن بقية الأندية، بينما لا يملك النصر راعيًا حتى الآن.
لذلك لا بد لهيئة الرياضة أن تكون أكثر شفافية في إعلان الدعم المقدم لكل الأندية لاستقطاب اللاعبين الأجانب مع نهاية فترة التسجيل الحالية؛ حتى يتسنى للمهتمين بكرة القدم السعودية معرفة ما قدمته الهيئة من دعم للأندية، وما دفعه رؤساء الأندية سواء عبر جيوبهم أو عبر مداخيل النادي من الرعاة وحقوق النقل، أو عبر دعم جماهيرها من خلال الحضور الجماهيري ومبادرة ادعم ناديك.
وأعتقد أن هذا الأمر سيزيل الكثير من الضبابية التي تحوم حول دعم الهيئة، وما يبذله هؤلاء الرؤساء من مال؛ فمن الظلم محاسبة هؤلاء الرؤساء الذين يختلفون في قدراتهم المالية سواء عبر الملاءة الشخصية أو إيرادات النادي عند نهاية الموسم، والجماهير لا تعلم حجم الدعم الذي قدم لهم أو حجم الجهد المالي الذي بذلوه في هذه التعاقدات. وأيضًا قد يكون ذلك مبررًا للهيئة في سماحها بخرق ميثاق الشرف وإعطاء الأندية الضوء الأخضر للدخول في منافسات ومزايدات على بعض اللاعبين. نريد أن تزيل هذه الشفافية ما تردده الجماهير وللأسف بعض الإعلاميين من عبارات مسيئة مع كل صفقة، مثل أخذناه بدق خشوم وغيرها من الألفاظ الخارجة عن المألوف.