الشفافية قبل تدشين الدوري
أما وقد انقضى الميركاتو العظيم، وأقفلت فترة التسجيل الصيفية، فقد حان وقت الشفافية المالية من قِبل هيئة الرياضة ودعمها غير المسبوق للأندية، خاصةً ونحن نسمع بالأرقام الخيالية لتعاقدات الأندية السعودية، والنجوم العالمية التي تم استقطابها لإثراء الدوري السعودي، وجعله الأقوى على مستوى الشرق الأوسط.
فمن حق المتابع للشأن الكروي في السعودية معرفة ما تم صرفه في سبيل الوصول إلى الأهداف المعلنة سابقًا، وأهمها جعل الدوري السعودي ضمن أقوى عشرة دوريات في العالم.
ولا أعتقد أن في تباين الأرقام، التي ستعلنها الهيئة، واختلاف درجات الدعم من نادٍ لآخر، أي حرج، خاصةً وأقل المهتمين بالكرة السعودية يعلم الفروقات المالية بين الأندية، لذا من الطبيعي ألَّا يستقيم دعم الهلال مثلًا بالنصر والاتحاد اللذين لا يملكان أي راعٍ رئيس على الرغم من توقيع الأول عقدًا ضخمًا قبل أيام قليلة مع "طيران الاتحاد"، لكنني استبعدته لعدم تدفق المال من هذا العقد على خزانة النصر حتى الآن. فكيف نقارن العمل الذي يقوم به السويلم والمقيرن بالعمل الذي يقوم به رئيس الهلال الذي يمتلك مدخولًا سنويًّا يفوق المئة مليون؟! وكيف لنا أن نقيِّم العمل الذي يقوم به فهد المدلج، رئيس الفيصلي، على سبيل المثال، بالعمل الذي يقوم به نظيره في التعاون محمد القاسم، ونحن لا نعلم حجم الدعم المادي لهما، وهما الناديان المتشابهان في الإمكانات والمستويات طوال الأعوام الماضية؟
فمن حق الجماهير الرياضية معرفة كمية الدعم الذي وصل إلى رؤساء أنديتها لتقييم العمل المقدَّم من قِبلهم الذي يُفترض أن يوازي هذا الدعم، كذلك من حق رؤساء الأندية الذين يدفعون الأموال من جيوبهم أن يُقدَّم لهم الشكر، وعدم مقارنتهم بالرؤساء الذين يقتاتون على دعم الهيئة فقط، كما أن هذه الشفافية المالية ستزيل اللغط الحاصل حاليًّا حول ما يقدمه هؤلاء الرؤساء، وستمنع الشفافية المالية "مجاري الفساد" من التدفق إلى الرياضة السعودية، وهو الأمر الذي تحاربه الدولة في كافة المجالات، ومنها المجال الرياضي الذي كان سبًّاقًا في هذا الشيء منذ تولي تركي آل الشيخ مسؤوليته.
أخيرًا أتمنى أن يحدث ذلك، وتُكشف جميع الأرقام، والدعم المقدم إلى الأندية السعودية قبل أن يبدأ السباق في الدوري الأقوى على مستوى الشرق الأوسط الذي تم تدشين فعالياته البارحة في الجوهرة المشعة كأضخم احتفال على مدى تاريخ الدوري السعودي منذ انطلاقته.