ثقافة حضور الملاعب
بناء ثقافة حضور المباريات من على مدرجات الملاعب عمل لا يمكن تحقيقه في وقت قصير ولا ببعض إجراءت تنظيمية وتحفيزية، الجولة الأولى من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين للأندية الممتازة "دوري النجوم" لم يكسر هذه القاعدة، لكنه بشر بأنه يمكن أن نختصر زمن هذا البناء.
لا يمكن فصل الجمهور الرياضي عن مجتمعه من حيث السلوكيات والتعاطي مع شؤونه في تخليص المهام وجدولتها، حيث يغلب عدم التخطيط كذلك التواكل وترك الأمور تنجز نفسها، ومن ذلك فهو لا يرى أهمية لأن يضبط الوقت المتاح للفرجة والترفيه على مناسبة أيًا كانت رياضية أو غيرها، على الرغم من أنه تم جدولتها والإعلان عنها مسبقًا ويمكنه حينها برمجتها في جدولة واقتطاع مبلغ التكلفة ومن ثم الحضور في ظروف مثالية خلقها لنفسه!
هل يكفي صدور جدول المباريات ليكون حافزًا لحجز التذكرة أو التذاكر من خلال اختيار عدد من المباريات، أم أن ذلك سيعترضه إما تغيير في تاريخ أو موعد المباراة أو عدم فتح الفرصة لاختيار أكثر من مباراة لشراء تذاكرها وحجز مقاعدها؟
هنا نبدأ في القول إذا ما كنّا نريد بناء ثقافة الحضور، فإنه يجب أن نعمل خطة مفصلة لكيفية التسويق لبيع التذاكر ولو على أكثر من فترة، قبل بدء الموسم وبعد منتصف القسم الأول، وقبل بدء القسم الثاني ثم في منتصفه، هذا العمل سيكون له تأثيره بدرجة ما في جذب الجادين والمترددين أو الغافلين عن فرصة مناصرة أنديتهم أو الراغبين في قضاء وقت مشوق وممتع.
التذاكر الموسمية هي أولى مؤشرات التمتع بثقافة الحضور، ويمكن اعتمادها إذا تم مشروع إنجاز ملاعب خاصة للأندية، كما أعلن عنه أخيرًا المستشار تركي آل الشيخ، ولا أعلم ما إذا كان المقصود هو إعادة تأهيل ملاعب الاتحاد والنصر والهلال والأهلي ومن ثم الشباب أم استحداث ملاعب جديدة؟
وأظن إعادة التأهيل الأصح حيث يمكن اختصار الزمن وتقليص التكلفة والمحافظة على رمزية المكان.
ثقافة الحضور مشروع يمكن أن تساهم جهات عدة في إشاعته بين الجماهير بما يحقق أهداف قيمة الدوري التنافسية والترويحية ورسالته الحضارية، وسيسهم ذلك مجتمعًا في تطوير اللعبة بكل مكوناتها.