لماذا يشجعون هذه الأندية مدى الحياة؟
ستتكشف أمور سلبية كثيرة تتعلق بقدرات اللاعبين الأجانب المحترفين الذين تم استقطابهم للعب في دوري الأمير محمد بن سلمان للأندية الممتازة، فالعدد كبير "128"، والوقت كان قصيرًا لا يسمح بالبحث والتحري اللازمين، والخبرات الإدارية والفنية متباينة بين ناد وآخر، والمال كان مع الجميع.
المراقبون والجمهور تركيزهما على الأندية التي تحقق اللقب، ولا يلتفتون للأندية الأقل مستوى أو حظًّا في الحصول على البطولة، لكنهم يهتمون كثيرًا بلاعب أو اثنين أو أكثر برزوا معها ويجعلونهم نموذجًا لسوء تعاقدات الأندية الأكبر، دون الأخذ في الاعتبار أن نجاح مثل هؤلاء يرتبط بدورهم المحدود وفي حدود ما يمكن أن ينجزه النادي، ليبقى في وسط الترتيب أو الهروب من المؤخرة.
الأندية الكبيرة تبحث عن اللاعبين الذين سيصنعون الإنجاز ولا غيره، وتحقق ذلك يبدأ بالفريق من الداخل، وإذا اعتبرنا أن لكل ناد شخصيته وثقافته الخاصة، وهي انعكاس لتاريخه بكل مراحله وتفاصيله، فلا بد إن كان في وضع صحي أن يستثمرها في تلبية احتياجه عند الرغبة أو الضرورة في استقطاب لاعبين محليين أو أجانب، أما إن كانت قدرته ضعيفة في التواصل مع إرثه وثقافته لأي سبب؛ فهذا سيجعله يبدأ في كل مرة من الصفر!
التفكير الاستراتيجي الذي تحميه الإدارات المتوالية أيضًا يمكن له أن يحافظ على الشخصية والثقافة، أو قد يكون بديلاً مقبولاً لهما من خلال مسيرة مجدولة زمنيًّا تصل للأهداف، لكن الأكثر قدرة على جعل النادي يمثل لجماهيره شيئًا مما يشبه إحدى الضروريات ويجبرهم على تشجيعه مدى الحياة، هو الحفاظ على الهوية وأخلاقيات التعاطي مع الأحداث داخله وخارجه وعدم التباين أو التهاون في التعامل مع ما يفترض اعتباره جزءًا من الشخصية الكلية.
تبقى الشخصية الفنية الجزء الأهم في الترويج للصورة بالعموم وأبرز عوامل النجاح، ومن ذلك أهم الأندية وأعظمها تلك التي وفي كل مراحلها وحقباتها تشعر بأن ثمة ما يربط بينها جميعًا في شكل الأداء ونوعية اللاعبين وطريقة تحقيق الانتصارات، وأسلوب حصد البطولات.. كل ناد كبير بطل ولكن ليس كل ناد بطل ناديًا كبيرًا بالضرورة!