ماذا نستفيد من الفوز بكأس آسيا؟
عادت نغمة البطل الآسيوي من جديد للعزف والترنم، على يد تركي العمار وزملائه، وهذه المرة كان المايسترو خالد العطوي، فكانت الكأس سعودية خالصة، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بالرغم من هذا فاز المنتخب بجميع مبارياته الست، لكن العمل من أجل ذلك استغرق نحو أربعة أشهر من التحضير، فيها عشر مباريات، وأكثر من الجهد والضغط النفسي والعصبي.
حتى تكون رقمًا مهمًّا وسط أي تنافس يتطلب الأمر منك أن تثبت ذلك بالحضور، وتقاسم المغانم معهم لا الهيمنة، الكرة السعودية في القارة الآسيوية نموذج لمثل ذلك، فهي حاضرة من أول لقب لها على مستوى الكبار 1984 وحتى 2018م، وهي تحرز لقب كأس آسيا للشباب الأخيرة في إندونيسيا.
خسرت الكرة السعودية الألقاب وريحتها، وعاشت فترة الوعكة والتعافي والخيبة والتألق، هذه مواصفات البطل الذي يتصارع على الإنجازات مع أنداده، ولولاهم ولولاه لما صار أحد منهم بطلاً، لذلك ظلت الكرة السعودية عبر منتخباتها وأنديتها، رقمًا بارزًا في المنافسات الآسيوية على بطولاتها أو التأهل عبرها إلى نهائيات كأس العالم بكل درجاته.
الذين لعبوا للمنتخب وأعادوا اللقب الغائب من 1992م هم من مواليد 1999م فما فوق، هؤلاء سيبقى منهم حاضر في الملاعب وقتًا طويلاً وآخرون وهم الأكثر ستبتلعهم الأندية، فكرة استمرار الجميع مستحيلة والمطالبة بذلك عاطفية أكثر منها واقعية، وعملية الاستثمار في هؤلاء اللاعبين مهمة يشترك فيها كل من اللاعب والنادي، والمنتخب والإعلام والجمهور، لكنها تبدأ في الأساس من حجم موهبة اللاعب وإمكانياته الفنية وقدر الطموح ورجاحة العقل.
أهم ما نتمنى أن تحققه هذه الكأس هو إسكات بعض الأصوات التي دأبت على التثبيط وبث اليأس في روح القائمين على الكرة، وانتهازيتهم لأي إخفاق للتأكيد على أن الكرة السعودية شحت مواهبها أو فقدت نفسها، ليس لأننا لا نريد من ينتقد حتى لو كان نقدًا في غير محله، ولكن لأنها كانت تتم بشكل شبه عبثي وغير مسؤول، لا يرتكز لا على تحليل أو نقد موضوعي ولا يراعي مآلاته.. تأهل المنتخب الكروي الأول لمونديال روسيا والشباب لمونديال بولندا وإحرازه اللقب، برهان دامغ على أن الكرة السعودية لم تغب، كما يحاول أن يقنعنا بعضهم ويتم إفشاله كل مرة.