كوارث
رئيس النصر
يتهم المسؤولون في الشأن الرياضي دائماً الإعلام بنشر التعصب في أوساط الجماهير الرياضية فيما يمارسون هم بأنفسهم هذا الدور وبتأثير أشد من وسائل إعلام كاملة.
سعود السويلم رئيس نادي النصر حديث التجربة في إدارة الأندية وعلى الرغم من مضي ستة أشهر من توليه رئاسة النادي لم يخلع عباءة المشجع التي كان يرتديها في استراحته الخاصة وبين أصدقاء يشاركونه التعصب نفسه.
السويلم ما زال يستخدم حسابه الرسمي في تويتر بعقلية مشجع لا يعي تأثير تغريداته في نشر التعصب المقيت لا بعقلية المسؤول الذي يرفع مستوى الوعي بين الجماهير ويثري الساحة التي يعمل بها.
كوارث السويلم التويترية مستمرة بدءاً من القرش والروج إلى صغير الرياض وبينهما سقطة حرف الراء الشهيرة التي لا تليق برجل عاقل، والكوارث مستمرة ما دامت لجنة الانضباط تغمض عينها عن تغريدات رئيس النصر وتأجيجه الدائم للوسط الرياضي حتى شاهدنا المنظر المأساوي لأماكن مشجعي فريقه في ملعب منافسهم الهلال والذي نشره بالفيديو الأمير محمد بن فيصل بعد نهاية المباراة.
منظر التكسير للمقاعد والعبث بها من قبل بعض جماهير النصر لم يكن ليصدر لولا تغذية التعصب التي يمارسها مسؤولو الأندية وتحديداً رئيس النصر الذي لو اجتمع كل إعلاميي فريقه لما كانوا أشد منه تغذية للتعصب.
مسؤولو اتحاد القدم وبصمتهم تجاه ما يصدر من المسؤولين في الأندية من رؤساء ومتحدثين وأعضاء يساهمون هم أيضاً في نشر هذا التعصب بدلاً من محاربته كما تمليه المسؤولية الملقاة على عواتقهم.
تحسب حقيقة لرئيس النصر قلة ظهوره الإعلامي وندرته وأستطيع تفسير ذلك بعدم قدرته على مواجهة ألغام الصحفيين واعترافه داخل نفسه بسقوطه لو تحدث على الهواء مباشرة سقطات لن تنسى فها هو ذا في تويتر وعن طريق الكتابة وبلا أسألة ملغمة توضع أمامه وبعد أن يفكر طويلاً فيما سيكتبه يسقط السقطة تلو الأخرى.
نصيحة فعلاً لرئيس النصر الذي ما زلنا نأمل منه أن يسهم في إثراء الحركة الرياضية عبر رئاسة نادٍ كبير ومؤثر جماهيرياً مثل النصر أن يبتعد عن مثل هذه التغريدات التي تسيء له شخصياً قبل أن تسيء إلى الآخرين وليعلم أنه الآن في دائرة المسؤولية وكل كلمة تخرج منه سيتناقلها الجميع إعلاماً وجماهير، فإما أن يسهم في محاربة التعصب أو يغذيه كما يفعل الآن. أما لجنة الانضباط الحبيبة فلا نصيحة يمكن أن أوجهها لها وسط صمتها الغريب عن تصرفات رئيس النصر وكأنها توجه رسالة بأن السويلم خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه وأن رأسه أعلى من ذلك الموس الذي يعتلي كل الرؤوس.