2019-01-29 | 23:01 منوعات

التدهيل.. بناء الثقة بين الصقر والصقار

صورة التقطت أمس لأحد الصقارين يمسح على صقره بكفيه بهدوء حيث تعد العلاقة بينهما قائمة على حسن الظن ببعضهما بعضًا (المركز الإعلامي ـ نادي الصقور)
مشاركة الخبر      

تتميز الصقور بعنفوانها وشدة مقاومتها وقوة بأسها، ويتطلب ترويضها وتدريبها حتى تأنس الإنسان مرحلة شديدة الحساسية، ولا بد أن يراعي فيها الصقار سلوكياته مع الطير حتى يألفه.ويسمي الصقارون تلك المرحلة بـ"التدهيل"، وهي فترة بناء الثقة بين الصقار والطير، يحتاج فيها الصقار إلى مراعاة سلوكياته تجاه الصقر، من حيث الصبر وسعة البال ومعاملته بهدوء وحذر حتى يطمئن له.

اصطحابه
يجب على الصقار في مرحلة “التدهيل” أن يصحب الصقر معه في البدايات بشكل مستمر لمدة لا تقل عن 4ـ5 ساعات يوميًّا على الأقل، حتى يألف رؤية الإنسان وسماع صوته خاصة صاحبه.
وتعتمد مرحلة “التدهيل” بشكل كبير على مدى إمكانات الصقار لكسب ثقة صقره سريعًا، وذلك من خلال التلطف في معاملته والمسح على الطير بكفيه وبهدوء شديد، وتعويده على صوت واسم معين يسميه به.

تهدئته
يبدأ بعد ذلك الصقار بالتدريج برفع “البرقع” عن الصقر كل نصف ساعة تقريبًا، بشرط أن يكونا وحدهما لدقائق قليلة ويعاود تغطية وجهه، إلى أن يصل به إلى مرحلة الهدوء والاستقرار النفسي وعدم الفزع، حيث إن “البرقع” يوضع على رأس الصقر لتهدئته من الخوف، وحمايته من حالات الهياج التي قد يؤذي فيها نفسه.
ويستمر الصقار بتدهيل طيره لمدة قد تصل إلى 10 أيام إلى حين يصل الطير لمرحلة يقفز فيها من وكره إلى يد صاحبه، طلبًا للأكل دون خوف وبكل طمأنينة.

كسب الثقة
يدخل بعد ذلك الصقار في المرحلة الثانية من التدهيل، وهي بناء علاقة الثقة الأكبر مع الصقر، ويستحسن أن تكون في الخلاء، بحيث يأخذ الصقر في الصحراء في أجواء هادئة ومناخ طبيعي مُريح مناسب للصيد، ويبدأ بتدريبه على الذهاب للصيد والرجوع إليه، عن طريق ربط سبوقه بحبل يسميه الصقارون “سبب” يتراوح طوله ما بين 10 إلى 20 مترًا، يكون أحد أطرافه موثقًا بثقل لا يستطيع الطيران إلى أبعد من تلك المسافة بسببه، ثم يقف الصقار على بُعد مسافة معينة ممسكًا بطعام الصقر، ويبدأ بمناداته بصوت مرتفع مرددًا نفس الاسم والعبارات والأصوات التي كان قد عوده عليها في المرحلة الأولى من “التدهيل”.

حسن الظن
تستمر هذه الفترة الأخيرة من “التدهيل” من أسبوع إلى شهر حسب قدرات الصقار ونوعية الصقر، لينتقل بذلك الصقار إلى المرحلة الأخيرة التي يطلق فيها صقره بنفس الطريقة السابقة، لكن دون حبل أو قيود هذه المرة، حيث تعد العلاقة هنا بين الصقر والصقار قائمة على حسن الظن ببعضهما بعضًا.