راح بيتزي وبعدين
أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم أخيراً عدم التجديد مع خوان بيتزي مدرب المنتخب السعودي الأول؛ لعدم تحقيقه النتائج المطلوبة منه في كأس آسيا الأخيرة.
عدم التجديد مع المدربين أو إقالتهم أمر تعودنا عليه سواء مع المنتخبات أو مع الأندية، فالأخضر حتى الآن وخلال عام ونصف مرّ عليه ثلاثة مدربين.
يقول الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن قراره بعدم التجديد مع بيتزي جاء نتيجة مرئيات اللجنة الفنية للاتحاد، والتي كُلفت باختيار المدرب الجديد. ولكن الاتحاد الذي أقال مدرباً ويبحث عن آخر، لم يكشف لنا عن مشروع واضح للأخضر السعودي على الأقل لمدة أربع أعوام مقبلة، وهي فترة عمل مجلس الإدارة الحالي، ولا نعلم كيف سيتم اختيار المدرب الجديد، وبناء على ماذا، فكيف لك أن تختار المدرب المناسب وأنت لا توجد لديك خطة محددة ولا مشروع واضح؟ فقبل اختيار المدرب وخاصة للمنتخبات لابد لك من استراتيجية كاملة تعدها لجنة فنية محترفة تكشف من خلالها المشاكل التي تعاني منها الكرة السعودية، وحلولها، وسبل تطوير المنتخبات الوطنية حتى يتم اختيار المدرب المناسب والقادر على تنفيذ هذه الاستراتيجية، وحتى يكون على علم كامل بالأهداف المراد تحقيقها ومدة تنفيذها، أما الاختيارات العشوائية والبحث عن أسماء كبيرة لإسكات الشارع الرياضي فهي استراتيجية مللنا منها وتتجدد مع كل اتحاد مع الأسف.
ولعل المثال القريب على العشوائية، هو كيفية التعاقد مع المدرب المقال بيتزي، فبعد رفض التجديد لمارفيك طيب الذكر، والذي استطاع قيادة المنتخب السعودي لمونديال روسيا 2018، تم التعاقد مع الأرجنتيني باوزا والذي لم يستمر أكثر من ثلاثة أشهر لتتم إقالته والتعاقد مع بيتزي لفترة محددة، وهي نهاية مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم الماضية، وما إن انتهت حتى تم الإعلان عن التمديد معه لمدة غير معلنة ليكشف الإعلان عن عدم التجديد معه أخيراً أنها أيضاً تنتهي مع نهاية مشاركة المنتخب في كأس آسيا، مما يدل على عدم وجود استراتيجية واضحة وخطة محددة، وإنما يتم التعاقد والإقالة من أجل مشاركة واحدة وحسب نتائج هذه المشاركة، لكن التطوير والبناء فهي أمور لا يمتلكها المتعاقبون على رئاسة الاتحاد ليتأكد لي أن عقلية من تسلموا رئاسة اتحاد القدم لا تختلف عن عقلية رؤساء الأندية مع الأسف، في أن كل واحد منهم يبحث عن إنجاز خاص في فترته بعيداً عن التطوير والبناء الذي يحتاج وقتاً، وقد يجني ثماره مسؤول آخر.