الراحلون
الثلاثة
ندعو لأنفسنا ومن نحب بحسن الخاتمة، ونغبط من يختاره الله يوم الجمعة لفضل اليوم وكثرة المصلين، وتزداد غبطتنا لمن تكون خاتمته في شهر رمضان المبارك لقدسيته وبركة الدعاء فيه، وأتذكر لقاء سئلت فيه عن يوم رحيلي من هذه الدنيا الفانية، فتمنيت أن يكون في بداية رمضان شتوي فلا يتعب أهلي في مراسم الدفن والعزاء، ثم يكثرون لي الدعاء وينزل عليهم العزاء ويفرحون بالعيد بإذن الله، ولذلك تمتزج مشاعر الحزن والغبطة مع "الراحلين الثلاثة".
في 22 رمضان 1436 ودّع الوطن والعالم أفضل وزير خارجية على الإطلاق، حين فجعنا برجل الدبلوماسية الأول المغفور له بإذن الله "سعود الفيصل"، فنعاه كل من يملك الكلمة والقلم وامتد العزاء بالإعلام لتكاثر المعزين وكثرة المناقب التي تستحق أن تُذكر فتُشكر، كتبت حينها مطالباً بتسمية المعهد الدبلوماسي باسمه، على أن يتحول في المستقبل إلى جامعة تُدرس العلاقات الدولية والعلوم السياسية، فتمّت التسمية بانتظار الجامعة لتخليد ذكرى أحد "الراحلين الثلاثة".
في 5 رمضان 1431 رحل مثلي الأعلى في الإدارة المغفور له بإذن الله "غازي القصيبي"، تاركاً خلفه كماً كبيراً من المؤلفات والمقولات في مختلف المجالات الإدارية والوطنية والأدبية وغيرها، ومازلت أنصح طلابي بقراءة كتاب "حياة في الإدارة" لمنحهم رؤية شاملة عن مفهوم الإدارة السعودية بعيون أحد أفضل الوزراء وأكثرهم إنجازاً وأنظفهم يداً وقلباً، كما أجد في كتابه "أزمة الخليج محاولة للفهم"، دليلاً على تفرّده بين الوزراء بالدفاع عن وطنه بقلمه حين كان يكتب يومياً زاوية "في عين العاصفة" أثناء ملحمة تحرير الكويت، ومازلنا حتى اليوم نكرر مقولاته في مجالات الإدارة والعمل والسعودة رغم أنه أول "الراحلين الثلاثة".
تغريدة tweet:
في 16 رمضان 1432 فُجع الوسط الرياضي بوفاة المغفور له بإذن الله "عبدالرحمن بن سعيد" الذي أسس شيخ الأندية "الشباب" 1947، ثم بعدها بعشر سنوات أسس زعيم الأندية السعودية والآسيوية "الهلال" 1957 في حالة نادرة زادت أهميتها بدعمه لبدايات أندية أخرى كالأهلي والنصر وغيرهما، فقد كان مؤمناً بأهمية الرياضة في مجتمع ينظر للأندية الرياضية بحذر وريبة، لكن "أبو مساعد" قاوم التيار الاجتماعي ووقف ومعه نخبة من الرجال لترسيخ دعائم الرياضة.